في زمن التحديات الاقتصادية العالمية غير المسبوقة، تحتشد الأماني والتحديات في واقع مناطقنا الصناعية الداخلية.
تُعبر معضلة تسريح 450 عاملا وعاملة في مصنع الكابل التابع لشركة SEBN TN بجندوبة عن حكاية تجسد رحلة الصناعة التونسية في وجه التحولات العالمية.
بين ترابط العالم وتداعياته
القرار المفاجئ لتعليق عقود الشغل في "مصنع الكابل" بجندوبة ليس منفصلا عن تداعيات الواقع الاقتصادي العالمي.
آثار الانكماش الاقتصادي ألقت بظلالها على كافة القطاعات، مما دفع بالشركات إلى اتخاذ قرارات صعبة لمواجهة هذه الصدمة خاصة في فترة الكوفيد 19.
عدم تجديد عقود الشغل لـ 450 عاملا وعاملة بتاريخ 31 جويلية 2023، هذا هو فحوى محضر اتفاق بين أعضاء إدارة شركة SEBN TN مصنع الكابل بجندوبة والنقابة الأساسية للاتحاد العام التونسي للشغل.
الاتفاقية التي ضجت منصة التواصل الاجتماع فايسبوك بها، أظهرت أن أسباب تعليق عقود الشغل تتعلق بتداعيات الأوضاع الاقتصادية العالمية والانكماش الاقتصادي لما فيه من تداعيات سلبية أثر بشكل واضح على المجمع مما أدى إلى التقليص في حجم الطلبات بصفة جلية.
ومن ضمن القرارات الأخرى التي تم اتخاذها ووردت في الاتفاقية تتمثل في تمكين العاملين الباقين من عطلة فنية من متوسطة الى طويلة المدى، وسيقع اقتطاعها من الراحة السنوية.
إضافة إلى احتساب مدة الراحة الفنية بنسبة 50 % للخمسة أيام الأولى وترفيع النسبة إلى 70 % ابتداء من اليوم السادس.
عبور العمال في زمن الشكوك
تجسد تلك الوجوه المكسورة والأصوات المشدوة الموجودة خلف أسوار المصنع مأساة العمال الذين أبعدهم القرار عن مصدر رزقهم المألوف، وفق الشهادات التي تحصلت عليها إذاعة SonFM.
وتتصاعد الشكوك وتتعاظم التساؤلات حول مصيرهم، فبعضهم تخلصوا من سنوات عديدة من خدمة الشركة، بينما تجد بعض الأسماء نفسها فجأة في قائمة التسريح دون علمها بذلك.
في متاهات السبب والنتيجة
تتصاعد الأصوات المتضاربة حول سبب القرار وإجراءاته. هل هو بسبب خطأ استراتيجي في اختيار المشروع؟ خاصة وأن شركة فولس فاغن الألمانية وهي الحريف الأول لهذا المصنع تمر بأزمة منذ سنوات، أم أنه نتيجة مباشرة لتداعيات الأوضاع الاقتصادية العالمية من بينها الحرب الروسية الأوكرانية؟ وماذا ستكون الخطوة التالية للشركة والعمال؟
في هذا السياق، تحصلت إذاعة SonFM، على إجابة من الإدارة الجهوية لوكالة النهوض بالصناعة والتجديد بجندوبة والتي أفادت أنها فوجئت مثلها مثل الجميع بالوثيقة المتداولة في منصات التواصل الاجتماعي.
وأوضحت أن وزارة الصناعة والمناجم والطاقة قد سخرت جميع التسهيلات لهذه المؤسسة لضمان تشغيل أبناء الجهة ولم يصلها أي إشعار لحد اللحظة بخصوص مرورها بأزمة مالية خانقة توجب تسريح العملة.
مضيفة أنها وعلى عكس ما يتم الترويج له، فإن هذه الشركة تعمل على بناء فرع جديد بالمنطقة الصناعية بالجهة وانتداب أكثر من 1000 عامل لمشروع جديد نجحت في التحصّل عليه مؤخرا.
وعند توجهنا لمصادر رفيعة المستوى بمصنع الكابل جندوبة، أكدوا أن وضع المؤسسة المالي يمر بفترة اقتصادية خانقة بسبب أزمة شركة فولكس فاغن الألمانية لصناعة السيارات في العالم كله وليس في تونس فقط ولا حلول أمامهم غير تسريح بعض العملة.
صورة المستقبل والتحديات المستقبلية
تتزايد مخاوف المجتمع المحلي حول مصير هذه العائلات ومستقبلهم. ويلوح في الأفق تحديات اجتماعية واقتصادية جديدة، تتطلب تدخلا جادا من السلطات المعنية لدعم العمال المتأثرين وتوفير فرص جديدة لتحقيق استدامة الصناعة المحلية.
وثيقة الاتفاق :
https://www.facebook.com/photo?fbid=763879735744125&set=pcb.763879795744119