أُعطيت أمس الجمعة 16 جوان 2023 بمركب الطفولة بالكرم، إشارة انطلاق البرنامج الدامج للتدخل والتعهد النهاري لفائدة الأطفال في وضعية الشارع، والذي يتنزل ضمن اتفاقية الشراكة الموقعة في 15 فيفري 2023 بين وزارة المرأة وكبار السن والجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل.
وفي هذا الإطار، قال رئيس الجمعية التونسية للدفاع عن حقوق الطفل معز الشريف في تصريح لإذاعة Son FM أن الوزارة منحت 3 مركبات طفولة لفائدة البرنامج تتواجد في كل من حي التضامن، الحفصية والكرم لتنفيذ برنامج التعهد والإيواء النهاري لأطفال الشوارع في تونس الكبرى.
وأشار الشريف أن ظاهرة أطفال الشوارع تتكون من 4 فئات وهي: أطفال لم يقطعوا الصلة مع المؤسسات التربوية والعائلة لكنهم متواجدين ظرفيا في الشارع ويتعرضون لإستغلال اقتصادي، أطفال انقطعوا عن الدراسة ولهم صلة مع العائلة ويتواجدون معظم الوقت في الشارع، أطفال قطعوا الصلة مع المؤسسات التربوية ومع العائلة ومتواجدين على مدار 24 ساعة في الشارع والأطفال المهاجرين غير المصحوبين.
وشدد محدثنا أنه في سابق برامج رصد أطفال الشوارع لم يكن هناك أي آلية تتماشى مع متطلبات الأطفال، مشيرا الى أن إجابات هؤلاء الأطفال عند الحديث معهم تتمحور حول رفضهم الاقامة في مراكز الإيواء لأن ما يعيشونه داخلها لا يتماشى مع متطلباتهم واحتياجاتهم فهو مجرد مركز ايواء مكتظ يعج بالأطفال ويشهد في بعض الأحيان حالات عنف.
مشيرا الى أن هذا البرنامج مختلف عن سابقيه حيث يحتوي مرشدين اجتماعيين وأخصائيين اجتماعيين بالإضافة الى أنه هناك عدد كبير من الأنشطة الثقافية والرياضية وطرق لإعادة التأهيل تهدف إلى اكتساب مهارات القراءة والكتابة، وهو ما يخول لهم العودة الى مقاعد الدراسة أو الاندماج داخل مراكز التكوين المهني مع ضرورة مرافقتهم نفسيا والاحاطة بهم.
كما سيعمل البرنامج على إعادة الصلة بين الأطفال وعائلاتهم، وفي حال عدم التوصل الى حلول جذرية مع العائلة البيولوجية يتم المرور الى حل العائلات البديلة التي ستتمتع ببرنامج تكوين في هذا الإطار، وبرنامج الإدماج منصوص في القانون التونسي على غرار القانون 67 للمتابعة للشؤون الإجتماعية ومجلة حماية الطفولة، لكن لا يمكن أن تتم عملية الإدماج دون تكوين وتأهيل للعائلة ومن ثم تتم عملية الإيداع مصحوبة بمرافقة وتقييم، وفق الشريف.
وبخصوص الإيداع النهاري فقط، قال محدثنا أنه هناك برنامج تكميلي آخر بالشراكة مع وزارة المرأة والطفولة يخص الايواء الليلي، سيتم اللجوء إليه في حال فشل عملية إعادة الصلة مع العائلة البيولوجية وعملية الإدماج في عائلة بديلة.
20 طفل في وضعية الشوارع في تونس الكبرى، وهو الرقم الذي رصدته الجمعية في الأشهر الأخيرة، بالإضافة الى 12 آخرين تلقت المندوبية الجهوية لحماية الطفولة إشعاراتهم مؤخرا، وفق معز الشريف.
للإطلاع على تفاصيل الإتفاقية: