في إطار التشاركية المثمرة مع الأطراف المتداخلة في تنفيذ مشروع "منفعة"، تعمل جمعية "رؤية" للمواطنة والتنمية المستدامة بقبلي، بتمويل من الاتحاد الأوروبي ومنظمة "انا يقظ"، على تحقيق طموحات مجتمعية في بلديتي الفوار ورجيم معتوق المحدثتان.
ويهدف المشروع إلى نشر ثقافة المساءلة وتشريك المواطن في العمل البلدي ليصبح عنصرًا فاعلًا ومؤثرًا في بلديته، حسبما صرح به رئيس الجمعية، أنور الحبيب لـ SonFM.
ومنذ انطلاقه في شهر أكتوبر الماضي، قام مشروع "منفعة" بتنظيم حملات تحسيسية واسعة النطاق للتعريف بدوره وأهدافه، بمشاركة من مكونات المجتمع المدني بالجهة وبلديتي الفوار ورجيم معتوق.
واشتملت التظاهرات التنشيطية للمشروع على عرض أفلام توعوية، مثل فيلم "ويني بلديتي"، إضافة إلى تنظيم فعاليات ممتعة للأطفال، وذلك رغم نقص الفضاءات الترفيهية في تلك البلديات.
وتجاوب المشروع مع مختلف تجمعات السكان ببلديتي الفوار ورجيم معتوق من خلال قافلة المساءلة التي استضافت رؤساء البلديات والكتابين العامين وممثلين عن المجتمع المدني، في الأشهر الماضية.
وقد تم تسجيل تفاعل فعّال مع المواطنين من خلال هذا المشروع، حيث تم الاستماع لمطالبهم وتطلعاتهم، واقتراح حلول لمشاكلهم وتحدياتهم، مما يسهم بشكل فعال في تعزيز العمل البلدي وتحقيق النجاح المجتمعي.
وعبّر رئيس جمعية "رؤية" عن أهمية تدريب أعضاء الإدارات البلدية وأعضاء المجالس البلدية في بلديتي الفوار ورجيم معتوق في مجموعة من المجالات المتنوعة.
وتحدث رئيس الجمعية في تصريحه لـ SonFM، عن العقبات والإشكاليات التي تم التطرق لها خلال جلسة تشاور مع المجتمع المدني المحلي بتاريخ 28 جويلية 2023.
وتم خلال هذه الجلسة مناقشة الوضعية الحالية لتقدم المشروع المذكور وخاصة التحدي العقاري الذي حال دون بعث فضاء المساءلة في بلدية الفوار.
كما تم طرح حلول عملية للسعي لتجاوز هذا التحدي العقاري الذي يشكل عائقًا أمام التنمية الشاملة في الجهة، بالإضافة إلى اقتراح بدائل لمواصلة تنفيذ المشروع.
وتم الاتفاق خلال الجلسة على ضرورة إجراء دورة تكوينية حول المسألة العقارية قانونيًا، وتنظيم حملات تحسيسية وورشات عمل لتوعية المواطنين ولجان التصرف والسلطات المحلية والجهوية بأهمية تنفيذ هذا القانون ومساهمته في حل المشكل العقاري الموجود.
تجدر الإشارة إلى أن جمعية "رؤية" تسعى بكل جهد لحث المشرع على تفعيل قانون يحل المشكلات القانونية المتعلقة بالمسألة العقارية للبلديات.
واتعاني العديد من البلديات من نقص الإمكانيات والميزانيات، ويحرم ذلك العديد من الجمعيات في الجهة من تحقيق أهدافها وتحقيق التنمية المستدامة.
لذلك، تسعى جمعية "رؤية" إلى توجيه نداء للمشرعين لضرورة تحفيز العمل البلدي وتوفير الدعم الكافي للجمعيات والمؤسسات العاملة في هذا القطاع، بما في ذلك تخصيص موارد مالية لتعزيز جهودها وتحقيق النجاح في مشاريعها.
ومن الجدير بالذكر أن مشروع "منفعة" يعد نموذجًا مشرفًا للتشاركية الفاعلة مع المجتمع المدني في تحقيق التنمية المحلية وتفعيل الثقافة الديمقراطية في البلديات، خصوصا وأنها تقوم بجلسات تشاورية وتدريبات تكوينية دورية التي من شأنها أن تساهم في بناء شراكة فاعلة بين المجتمع المدني والهيئات البلدية، وتؤكد أهمية مشاركة المواطن في صنع القرارات المحلية وتحقيق التنمية المستدامة.
إن تعزيز التشاركية بين الجمعيات والهيئات البلدية هو مفتاح لتحقيق التنمية المستدامة وتحقيق تطلعات المجتمع المحلي نحو مستقبل أفضل وأكثر رفاهية كما أنها فرصة لبناء شراكات مثمرة تخدم الصالح العام وتسهم في رفع مستوى الحياة في جميع المجتمعات المحلية.