في عالم يشهد تسارعا مذهلا للتقنيات والابتكارات، ينبض عصر الذكاء الاصطناعي بالحياة، مرافقا كل خطوة نحو التقدم بآثاره الواضحة على مختلف مجالات الحياة اليومية.
وفي هذا السياق الدقيق، تسلط SonFM، التركيز على استخدام تكنولوجيا تعديل الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، وتحديدا من خلال الموقع المثير للجدل "Undress"، حيث يطرح التساؤل عن هذه التقنية الجديدة وعمق التأثيرات التي تمكنها في عالم يشهد تزايد اعتماد التكنولوجيا.
يأتي "Undress" كواجهة تمثل تجسيدا مثيرا للجدل لهذا التحول، حيث يمتلك القدرة على تحويل الصور العادية إلى صور عارية، مما يفتح نقاشا واسعا حول حدود الخصوصية والأخلاقيات في هذا السياق التكنولوجي.
في هذا الإطار، لاحظت SonFM، تزايد الانتقادات والتساؤلات التي أثيرت بشأن استخدام هذه التقنية، خاصة في سياق انتشار الصور الفاضحة على منصات التواصل الاجتماعي، وتحديدا عبر منصة تيليغرام، مما دفع العديد من النساء في تونس وخارجها إلى التعبير عن استيائهن واستنكارهن وتنديدهن.
ولم يكن الأمر يقتصر فقط على خرق الخصوصية، بل تجاوز ذلك ليصل إلى ابتزاز إلكتروني، مما أجبر منظمات نسائية على النهوض لتقديم الدعم والإرشاد للضحايا على غرار منظمة "أصوات نساء".
على نقيض الجدل، تبرز رؤى إدارة تطبيق "Undress" بشأن هذه التكنولوجيا المثيرة للجدل، وأعربت لـ SonFM، عن اعتقادها بأن هذه التقنية ستصبح جزء من الاعتياد في المستقبل، مستندة إلى تطور التكنولوجيا السريع وإلى التقنيات التي سبقت الذكاء الاصطناعي في تركيب الصور والتزييف العميق مثل "فوتوشوب."
وعلى الرغم من أنها تؤكد عن مسؤوليتها تجاه سلبيات استخدام هذه التقنية، إلا أنها تشيد بإمكانيتها في تقليل مستويات العنف في المجتمعات، مشددة أنها على استعداد لتعويض ضحايا الابتزاز الإلكتروني ماليا أو قانونيا ما إذا تطلب الأمر تدخلا منها.
موضحة في رسالة إلكترونية أرسلتها لـ SonFM، أنها تعمل على حظر هذه التقنية في الدول الإسلامية من بينها تونس، تلك الدول التي تتبنى مواقف سلبية تجاه الإباحية.
يشار إلى أن الإدارة رفضت الإفصاح عن هوية عملاءها أو على الأقل الشخص الذي تواصلت معه إذاعة SonFM عبر البريد الإلكتروني الرسمي لها.
في سياق متصل، لم تتحصل SonFM، على إجابة من وزارة تكنولوجيا المعلومات والاتصال والوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية حول موقفهما من الموضوع وفوجئنا بأنهما لا تتابعان الملف.
على الصعيدين المحلي والدولي، تدفع هذه التطورات إلى النظر في قوانين وأنظمة الحماية الرقمية، فمع التزايد المذهل في استخدام التكنولوجيا والإنترنت، يصبح تأمين خصوصية المستخدمين ضرورة حتمية، وتحمل هذه التطورات مسؤولية المؤسسات التكنولوجية لتحقيق التوازن بين التقدم التكنولوجي وحقوق الخصوصية.
من هذا المنطلق، تبرز قصص تلقي الضوء على جوانب مظلمة وأليمة من استخدام التكنولوجيا، وتزوير الصور على حياة الشباب، حيث تظهر حكاية بسنت خالد، الفتاة المصرية ذات السبعة عشرة أعوام، والتي كانت ضحية لتركيب صور مفبركة لها عارية.
وما لبثت بسنت أن شعرت بالانكسار والإحباط، حيث بدأت تتعرض لانتقادات قاسية من المجتمع ونظرات استنكار، وتفاقمت حالتها النفسية حتى وصلت إلى نقطة اليأس، فقررت إنهاء حياتها.
قصة بسنت تجسد بوضوح خطورة تلك الأعمال الإجرامية الرقمية وتأثيرها الهائل على الأفراد، وتسلط الضوء على الحاجة الملحة لتشديد العقوبات للمتسببين في مثل هذه الجرائم.
في الختام، نجد أن تقنية تعديل الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي تشكل تحولا حقيقيا في عالمنا المعاصر، مع تأثيرات وتحديات معقدة، وتتطلب هذه التطورات منا النظر الجاد والمسؤول في كيفية تسخير تلك التكنولوجيا بشكل يخدم الإنسانية والمجتمعات، ومن ثم، يبقى على المجتمع ككل التفكير بعمق في كيفية توجيه تلك التكنولوجيا نحو تحقيق الاستفادة القصوى والرفاهية للجميع وبعيدا عن الأهداف المادية والاّأخلاقية.