عندما تشرع في زيارة منطقة تمغزة التونسية، يفتح لك عالم من الجمال والتأثير الساحر الذي يأخذك في رحلة عبر زمن العراقة والأصالة.
وتحتضن هذه المنطقة الجبلية المتربعة على عرش الجهة الحدودية مع الجزائر، مناظر طبيعية تعد نادرة وفريدة من نوعها، حيث تتلاقى فيها المياه والواحات مع الجبال والصحراء لتشكل لوحة ساحرة لا تنسى.
هكذا عبرت لنا سائحة عن تجربتها بعد زيارة منطقة تمغزة .
تتميز تغمزه بجمالها الطبيعي الذي يجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، حيث تنسجم أشجار النخيل والواحات بشكل فني بين أراضيها.
وتزخر المنطقة بشلالاتها الساحرة والمتدفقة والتي تجذب الزُوار للاستمتاع بجمال الطبيعة والماء العذب.
في هذا السياق أكد خليل عفصي كاتب عام بلدية تمغزة ل SonFM، أن تمغزة تعتبر أحد أهم أقطاب السياحة الصحراوية، حيث تتميز بمكونات طبيعية فريدة تشتهر بها.
مضيفا، أن الزوار تتوافد لاستكشاف الواحات الجبلية المتراصة والمعروفة بشهرتها، والتي تضيف لمسة من الجمال على الجبال الشاهقة.
كما لتمغزة خصوصية ا تميزها عن غيرها، تكمن في آثارها الرومانية والبيزنطية، فتمتد جذورها التاريخية في رحم العصور القديمة.
وتعود هذه الآثار إلى قرى عتيقة بنيت على مرتفعات الجبال باستخدام الحجارة الضخمة، وقد اكتشفت مؤخرا حجارة بها نقوشا وكتابات تعود إلى العصر الروماني.
تتسم تمغزة بالعديد من الجوانب الثقافية والتراثية التي تضفي عليها جمالا وتأثيرا إضافيا.
وقالت السائحة ل SonFM، "إن زيارتي لهذه المنطقة ليست مجرد رحلة سياحية، بل تجربة لاستكشاف التاريخ والثقافة المحلية، إذ تتوفر في المنطقة قرى عتيقة تحتضن التراث الثقافي والعادات والتقاليد السكانية، وسيحظى لأي زائر فرصة للتعرف على أسلوب الحياة والتراث الفريد لسكان تمغزة ، الذين يتميزون بالطيبة والترحاب".
ورغم جمالها وسحرها وأسرار تاريخها، تعاني تمغزة من نقص فادح في عدد المستثمرين، هذا ما أكده كاتب بلدية المنطقة خليل عفصي ل SonFM، الذي أشار إلى أن المنطقة تفتقر تماما إلى مآو، إضافة‘ إلى ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي، مما يجعلها غير محبذة لدى السياح وتعتبر مجرد منطقة عبور.
وبالتالي، فإنه من الصعب على المنطقة أن تحقق نموا اقتصاديا،
أما بالنسبة للمجتمع المدني والجمعيات التي تعمل على تعزيز السياحة في منطقة تمغزة ، فأكد كاتب العام للبلدية أن جميع الجمعيات بالجهة لا تزال في مرحلة نشوء وتحتاج إلى تطوير وتمويل ذاتي يعينهم على تنفيذ مشاريعهم في الواقع، وتلك التحديات تشكل عراقيل تحتاج إلى التغلب عليها لتحقيق تطور وازدهار في السياحة بتمغزة.
وأكد المكلف بتسيير شؤون بلدية تغمزه أنه من المهم أن يتم تعزيز الاستثمارات وتوفير المآوى الملاءمة للسُّياح، وكذلك دعم المجتمع المدني وتمكين الجمعيات المحلية من الحصول على التمويل اللاّزم لتنفيذ مشاريعهم، بذلك ستستطيع الجهة استغلال جمالها وتأثيرها بشكل أفضل، وتجذب المزيد من السياح وتنمو اقتصاديا.
وأوضح خليل عفصي أن بلدية تمغزة في الوقت الحالي لم تشرع في أي مشروع خاصة بعد قرار حل المجالس البلدية.
يتبين لنا أن تمغزة تحتضن جمالا طبيعيا فريدا وتراثا ثقافيا غنيا إلا أنها تواجه تحديات تتعلق بنقص المستثمرين وتأمين المرافق السياحية الملائمة .
لذا، يجب التركيز على تعزيز الاستثمارات وتطوير المجتمع المدني وتمكين الجمعيات المحلية لتحقيق نمو اقتصادي وتعزيز السياحة في تمغزة .