توصلت جمعية المهدية ذاكرة المتوسط في جهة المهدية لصياغة ميثاق مشترك يهدف إلى تحسين إدارة الموارد المائية في المنطقة.
تأتي هذه الجهود ضمن مشروع "التصرف الأمثل في مياه الأمطار" الذي يتم تمويله بدعم من المجلس الجهوي بالتعاون مع مقاطعة "اللوار اطلنتك " الفرنسية.
ونظم المشروع ملتقى تحسيسيا وعلميا، أمس الأربعاء 05 جوان الجاري وتواصل اليوم الخميس، بهدف مناقشة التحديات المائية المتعددة التي تواجه المهدية وتقديم حلول مستدامة وفعالة لتأمين مصادر المياه.
وأكدت الدكتورة أسماء حمزة، الباحثة في علوم البحار، لـ SonFM، وهي رئيسة جمعية ذاكرة المتوسط، أن هذا الملتقى يعرض واقع المياه في المهدية ويسعى للعمل على ترشيد الاستهلاك والحفاظ على هذا المصدر الحيوي.
وبينت المتحدثة، أن الهدف الرئيسي هو دعم جهود الدولة وتشريك المجتمع المدني في الحفاظ على الثروة المائية التي تعاني من نقص متزايد في الموارد المائية.
كما أكدت رئيسة الجمعية المذكورة، أنه تم عرض نتائج استبيان أعدته الجمعية وشمل 1200 من سكان المهدية، يعكس رؤيتهم لقضية المياه.
وأوضحت، أن المشاركين في هذا الملتقى بحضور والي الجهة شددوا على أن إدارة الموارد المائية لها تأثيرات إيجابية على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والبيئي.
وشجع هذا الملتقى على الاستفادة من تجارب الأجداد والحضارات المتعاقبة في المنطقة، خاصة تجربة" الفسقيات الفاطمية "التي تعد من عجائب الآثار وتؤكد حسن تصرف الأسلاف في مياه الأمطار.
كما تم التركيز على أهمية استعادة هذا التراث واعتماد سلوكيات حكيمة وممارسات مستدامة في استخدام المياه وإعادة ترسيخ التقاليد.
إضافة إلى تشجيع البحث عن طرق جديدة لتحقيق استدامة المياه، مثل تحلية مياه البحر واستخدام المياه المستعملة بشكل فعال.
وشددت رئيسة الجمعية على أن هذه الطُرق المبتكرة يمكن أن تلعب دورا هاما في توفير مصادر مائية جديدة وتقلل الاعتماد على المياه الجوفية ومياه الأمطار.
وأكدت الأخيرة أنه تم الاتفاق مع والي الجهة لتعزيز الحملات التحسيسية بالمدارس العمومية حول التصرف الرشيد في الموارد المائية.
إلا أن أسماء حمزة عبرت لـ SonFM، عن استيائها من الغياب التام للمجتمع المدني بالجهة عن هذا الملتقى رغم توجيه الجمعية المنظمة للملقى دعوات لحوالي 80 جمعية بالجهة، وفق تعبيرها.
يعكس هذا الملتقى التحسيسي والعلمي التزام جمعية المهدية ذاكرة المتوسط، في تحسين إدارة الموارد المائية في المهدية.
ومن خلال توعية المجتمع والتعاون المشترك، يمكن تحقيق توازن مستدام في استخدام وحماية الموارد المائية، مع النظر إلى الماضي والاستفادة من التجارب التاريخية والتحديث لتلبية احتياجات المستقبل.