أكد محمد رجايبية، عضو الاتحاد الفلاحي المكلف بالزراعات الكبرى، خلال مداخلته في برنامج "الدليل" بتاريخ 24 أكتوبر 2024، أن التمويل يعد العنصر الرئيسي لنجاح الموسم الفلاحي، خاصة بعد التحديات الكبيرة التي واجهها القطاع الزراعي في السنوات الأخيرة. وأشار إلى أن قطاع الزراعات الكبرى تأثر بشكل خاص بالجفاف وارتفاع تكاليف الإنتاج.
وفي حديثه عن خط التمويل الذي تم فتحه من قبل وزارة الفلاحة والصيد البحري و الموارد المائية و البنك التونسي للتضامن، للموسم الثاني على التوالي. اعتبر أن هذه الخطوة تمثل دعمًا مهمًا لصغار الفلاحين، حيث تم رفع قيمة التمويل وتبسيط الإجراءات للحصول على القروض الموسمية.
رغم ذلك، نبه إلى أن الـ20 مليون دينار المخصصة لهذا التمويل لا تزال غير كافية لتلبية احتياجات الفلاحين في 14 ولاية، خاصةً أن صغار الفلاحين الذين يمثلون حوالي 85% من العاملين في القطاع يعانون من تراكم الديون ااضفة الى عديد الصعوبات التي واجهوها في المواسم الماضية.
"المال قوام الأعمال"، يواصل رجايبية، مشددًا على أن تأخير التمويل سيؤدي إلى تعطيل الموسم. و أضاف إلى انه تعمل حاليًا لجان مختصة على مستوى المندوبيات الجهوية على فرز ملفات الفلاحين، ليتم بعدها تمرير الملفات المقبولة إلى البنك التونسي للتضامن لاستكمال الإجراءات. ومع ذلك، يظل حجم التمويل المقدم ضعيفًا مقارنة بحجم التحديات التي تواجهها هذه الفئة من الفلاحين.
وأكد رجايبية أن الحكومة والبنك الفلاحي التونسي قد عقدا مؤخرًا جلسات عمل لدراسة سبل تعزيز تمويل القطاع الفلاحي، وتم تنظيم أيام إعلامية في ولايات باجة والقيروان والكاف بهدف توعية الفلاحين وتحديد المشاكل التي يعانون منها، سواء على مستوى التمويل أو القروض.
و شدد رجايبية على أهمية الوقت؛ فالفلاحون بحاجة ماسة إلى تفعيل سريع لعمليات التمويل قبل بدء الموسم الزراعي، لا سيما مع الأمطار المبكرة هذا العام التي تعد ببداية جيدة للموسم.
وفيما يتعلق بمساحات الزراعات الكبرى، أشار رجايبية إلى أن 95% من الأراضي تعتمد على الأمطار، ما يجعل توقيت التمويل أمرًا حاسمًا في تحديد نجاح الموسم. وأضاف أن الخطط التمويلية، رغم إيجابيتها، تظل غير كافية إذا لم تواكب احتياجات صغار الفلاحين، خاصة في ظل ضعف التمويل المتاح في السنوات الأخيرة.
سلمى حنيش