تستعد دول العالم لإحياء اليوم العالمي لمكافحة الإيدز في غرّة ديسمبر من كل عام، مناسبة لرفع الوعي حول فيروس نقص المناعة البشري وتسليط الضوء على الجهود المبذولة لمكافحته. وفي تونس، تتزايد التحديات مع وجود حوالي 7000 مصاب بالفيروس، وفق إحصائيات إدارة رعاية الصحة الأساسية بوزارة الصحة لسنة 2023.
وفي هذا الإطار، انطلقت حملة توعية وطنية من قبل منظمة محامون بلا حدود يوم الأربعاء الماضي تهدف إلى مكافحة الوصم والتمييز الذي يعاني منه المصابون والمتعايشون مع الفيروس. وتسلط الحملة الضوء على التعريف بالمرض وطرق انتقاله وسبل الوقاية منه، مع التشديد على أهمية العلاج الثلاثي المجاني المتوفّر في تونس.
الوصم وتأثيره السلبي
صرّحت أميرة الدربالي، منسقة المشاريع بمنظمة محامون بلا حدود، خلال مشاركتها في برنامج عطاولة على موجات إذاعة SonFM يوم الثلاثاء 26 نوفمبر، بأن الوصم لحاملي الفيروس يشكّل تحدياً كبيراً في تونس. وأكدت أن هذه الظاهرة تؤثر صحياً، اجتماعياً، ونفسياً على المصابين، حيث تدفعهم الخوف من ردود فعل المجتمع إلى التكتم على إصاباتهم.
وأوضحت الدربالي أن الوصم مرتبط بعدة عوامل، أبرزها غياب الوعي والمعلومات الصحيحة حول المرض، ما يؤدي إلى انتشار تصورات خاطئة، مثل الربط بين الإصابة بالفيروس وأخطاء أخلاقية كالعلاقات الجنسية غير المحمية أو استهلاك المخدرات. هذا الجهل يساهم في عزلة المصابين ويزيد من سوء حالتهم النفسية، ما قد يدفع البعض إلى التوقف عن تناول العلاج.
من جانبه، شدّد الدكتور بهزاد ولي الدين فتوحي في تصريح إذاعي سابق، على ضرورة معرفة طرق انتقال العدوى، التي تشمل العلاقات الجنسية غير المحمية ونقل الدم الملوث، والاستخدام المشترك للإبر والحقن. وأشار إلى أهمية الفحوصات التي تُجرى للدم المتبرع به في تونس، مؤكداً أن العدوى يمكن أيضاً أن تنتقل من الأم إلى جنينها في حالة غياب العلاج.
وأضاف أن العلاج الثلاثي المجاني المتوفّر يساعد على السيطرة على الفيروس وإخفائه في الجسم، مما يجعل المتعايش معه غير ناقل له. كما لفت إلى أهمية إجراء فحوصات التقصي، المتوفرة مجاناً في 24 مركزاً بجميع ولايات تونس، خاصة بعد التعرض لحوادث قد تسبب الإصابة.
بينما أكد الدكتور فتوحي أنه لا يوجد تلقيح ضد الفيروس، أشار إلى وجود دواء وقائي يُتناول قبل التعرض للعدوى، وهو حالياً في طور الدراسة في تونس ضمن مشروع نموذجي. وأوضح أن الوقاية تتضمن استخدام الواقي الذكري والأنثوي، بالإضافة إلى الانتظام في تناول العلاج.
تسعى حملة التوعية الحالية إلى تغيير الصورة النمطية عن المصابين بالفيروس، وتعزيز الدعم المجتمعي لهم، في خطوة نحو تقليص الإصابات ورفع مستوى الوعي الصحي في البلاد.