في حلقة برنامج "عالطاولة" التي تم بثها يوم الثلاثاء 10 أكتوبر 2023، على SonFM، قام الناشط السياسي والوزير الأسبق، فوزي عبد الرحمان، بتقديم تحليل موجز للوضع السياسي والاقتصادي في تونس.
وخلال حديثه، ألقى الضوء على القرار الجديد الذي اتخذه رئيس الجمهورية التونسية، قيس سعيّد، وحكومته، بالتخلي عن قرض صندوق النقد الدولي.
عبد الرحمان أشار إلى أن حكومة نجلاء بودن وأحمد الحشاني ليستا حكومتين عاديتين، بل هما حكومتا الرئيس قيس سعيّد، وهما ضعيفتان وتفتقران إلى الحكمة والحوكمة الفعالة، وهذا الاعتبار يتأتى من وجهة نظره في ضوء الواقع الاقتصادي والسياسي في تونس.
وقال عبد الرحمان: "جميع الحكومات المتعاقبة على تونس منذ استقلالها وحتى اليوم لم تتمكن من إيجاد حلول للوضع الاقتصادي في البلاد لتعزيز التنمية وخلق ثروة مستدامة تلبي احتياجات الشعب وتعزز فرص الاستثمار".
ومن الجوانب الإيجابية التي أشار إليها عبد الرحمان هو النمو الديمغرافي المتوازن والشباب الذي يمثل 65٪ من المجتمع التونسي، إلى جانب الموقع الاستراتيجي الهام لتونس، حيث يبعد نصف ساعة عن السوق الاقتصادية الأوروبية.
ووفق عبد الرحمان، فإذا تمكنت تونس من التفاوض بنسبة 0.01٪ من هذه السوق، فإنها ستصبح واحدة من أغنى الدول في إفريقيا.
ومع ذلك، على الرغم من هذه الإيجابيات، لم تساعد تونس على تحقيق التقدم الاقتصادي بسبب العقبات العديدة التي تواجهها.
وأشار في نفس السياق، إلى أهمية النفاذ إلى ملكية الأراضي الزراعية والعقارات والتنظيم الإداري في الدولة.
وأوضح أن تونس لا تحتاج إلى تقسيم ترابي جديد، ولكنها بحاجة إلى تصحيح العوائق التي تمنع التنمية والاستثمار.
وفيما يتعلق بالاقتصاد، أشار إلى وجود عدم هيكلة وتجارة خارجة عن الدورة الاقتصادية والتهريب والسوق الموازية، مما يشكل تحديًا كبيرًا لتونس.
وفي هذا الإطار، أبدى عبد الرحمان استياءه من سياسات الحكومات السابقة، مشيرًا إلى عدم وجود رؤية واضحة لتونس على مستوى جميع القطاعات، وتأكيده على أهمية الانتقال إلى نظام يعتمد على الشمولية وبعيد عن حكم الفرد.
وفي الختام، انتقد عبد الرحمان تسييس الإدارة في تونس، مشيرًا إلى أن الإدارة يجب أن تخدم الصالح العام والشأن العام، وأن فساد المديرين العامين في الوزارات يشكل الفساد الحقيقي.
كما شدد ضيف "عالطاولة" على ضرورة بذل الحكومة جهدًا للتصدي للفساد وتعزيز هيكليتها وكفاءتها لتحقيق التنمية المستدامة في تونس خاصة وأننا نواجه تحديات كبيرة على الصعيدين السياسي والاقتصادي، نهاهيك على أن تونس تحتاج إلى جهد مشترك من السلطة والمجتمع المدني لتجاوز هذه التحديات والانتقال نحو مستقبل أفضل، وفق تعبيره.