تضييقات على العمل النقابي
أعرب محمد ولاد محمد، الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس، في تصريحاته على موجات إذاعة Son FM عن استغرابه من الاستجوابات التي وُجهت لمناضلي الاتحاد وأعضاء المكتب الفيدرالي بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بجربة، وذلك على خلفية بيان مركزي فضح بعض الممارسات الإدارية. وقال في هذا السياق: " نحن لسنا نادياً أو جمعية، بل ننشط نقابياً دفاعاً عن حقوق الطلبة المادية والمعنوية، لكن يبدو أن إدارة المعهد غير متعودة على الحوار الديمقراطي، وهناك رفض واضح للمنظمة".
وأشار ولاد محمد إلى أنّ المكتب الفيدرالي تعرض للتضييق منذ لحظة تشكيله، وأنّ البيان الذي أصدرته المنظمة كشف عن ممارسات دفعت الإدارة إلى التصعيد ضد ممثلي الطلبة. وأضاف: "نحن في انتظار العقوبات التي سيصدرها مجلس التأديب بعد إحالة المكتب الفيدرالي ".
العودة الجامعية ومفهوم الدولة الاجتماعية
وفي حديثه عن تحضيرات الاتحاد للعودة الجامعية، أوضح الأمين العام أن المنظمة تعمل وفق ستة مرتكزات أساسية مرتبطة بالدولة الاجتماعية، وهي: العدالة الاجتماعية، تكافؤ الفرص، الحماية الاجتماعية، التضامن الوطني، التدخل الاقتصادي للدولة، والخدمات العمومية، بالإضافة إلى ضمان الحقوق والحريات.
وشدد على أن الاتحاد يركز بالأساس على القطاعات العمومية الثلاثة: الصحة، النقل، والتعليم، معتبراً إياها "قطاعات مدمّرة في تونس"، حيث يعاني المواطنون من نقص الأدوية في المستشفيات، مشاكل كبرى في الضمان الاجتماعي، وبنية تحتية متدهورة.
خدمات عمومية في حالة انهيار
وصف ولاد محمد وضعية النقل العمومي بـ*"المزرية"*. وقال: "حالة الأسطول البري للنقل بين المدن مخزية، على مستوى التوقيت والعدد والجاهزية". كما انتقد التحضيرات الخاصة التي أعلنت عنها وزارة النقل بمناسبة العودة الجامعية، قائلاً: " كل ما قامت به الوزارة هو تعليق لافتة على الحافلات كتب عليها (حافلة خاصة) لا أكثر ولا أقل".
أما بخصوص التعليم العالي، فأكد أنه يعيش أزمة عميقة نتيجة غياب الإصلاحات الحقيقية، قائلاً: "منظومة التعليم العالي تحتاج إلى إصلاح متكامل يشمل الخدمات الجامعية، أما الإصلاحات الترقيعية الصغيرة فلا يمكن اعتبارها إصلاحاً حقيقياً". وأضاف: " لا توجد جدية أو قرار سيادي للإصلاح، بل إن وزارة التعليم العالي تتجه نحو الخوصصة".
أزمة السكن والمنح الجامعية
انتقد الأمين العام الوضع الكارثي للمبيتات الجامعية، التي وصفها بأنها غير مجهزة وتفتقر لأدنى مقومات الحياة الكريمة، إضافة إلى تقادم القوانين المنظمة للسكن الجامعي وعدم مراعاتها لخصوصيات المناطق النامية. كما تحدث عن "عطب على مستوى العقل الإداري الذي يخشى المحاسبة ويختبئ خلف الفصل 96".
أما على مستوى العدالة الاجتماعية، فأكد أن المنح الجامعية لا تصل اليوم إلى مستحقيها، مشيراً إلى أن القوانين الحالية لا تراعي الوضع الاجتماعي والاقتصادي للطلبة، وقال: " المنحة الجامعية لا تُعطى لذوي الحق، وهذا إخلال واضح بمبدأ تكافؤ الفرص".
دعوة للطلبة الجدد والهياكل العمومية
في ختام حديثه، وجه ولاد محمد رسالة إلى الطلبة الجدد، داعياً إياهم إلى الانخراط في الأنشطة الثقافية والتوعوية داخل الجامعة، وإلى الانضمام إلى صفوف الاتحاد العام لطلبة تونس باعتباره الإطار الوطني الذي يدافع عن حقوقهم. كما توجه بنداء إلى الهياكل العمومية قائلاً: " نطالب بفتح الأبواب أمام الطلبة وممثليهم النقابيين، لأن الحوار هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمات ".