تأسيس الجمعية وبداياتها
سوسة – أكد رضوان الفارسي، رئيس جمعية "أولادنا"، في تصريحاته على موجات إذاعة Son FM أن الجمعية تأسست رسميًا سنة 2014، لكنها بدأت نشاطها منذ سنة 2012 بمجهودات شخصية مع مجموعة من الناشطين، حيث لاحظوا العديد من المشاكل في المؤسسات التعليمية، خاصة في المعاهد التي تحتوي على مبيتات. وركز الفريق منذ البداية على تلبية حاجيات هؤلاء الأطفال ومراعاة ظروفهم الاجتماعية الهشة، مع تقديم دعم شامل للأطفال الأكثر ضعفًا.
الجمعية بين حماية الأطفال وتعزيز المواطنة
وأشار الفارسي إلى أن الجمعية في الفترة من 2014 إلى 2019 كانت تحمل اسم "الجمعية التونسية أولادنا لحماية الأطفال"، انطلاقًا من إيمانهم بأن الجيل الجديد يُبنى على أساس حل مشاكل الأطفال وتجذير مفهوم المواطنة. وأضاف أن سنة 2019 شهدت مرحلة جديدة للجمعية، إذ قامت الهيئة المديرة الجديدة بتعديل القانون الأساسي وتغيير اسم الجمعية إلى "الجمعية التونسية أولادنا"، لتصبح جمعية حقوقية تعمل على نشر ثقافة حقوق الإنسان والمواطنة لدى الشباب والمرأة على كامل تراب الجمهورية.
التدخل لدعم الأطفال ذوي اضطرابات التعلم
وأوضح الفارسي أن الجمعية أسست وحدة للتعهد بأولياء الأطفال ذوي اضطرابات التعلم في القيروان، وهي ظاهرة ما تزال مسكوتًا عنها في تونس. ولفت إلى أن الجمعية تمكنت من شمول حوالي 170 طفلاً ضمن رعاية شاملة، من خلال فريق متكامل وبالشراكة مع وزارة المرأة ومندوبية شؤون المرأة بالقيروان، لضمان دعم نفسي وتعليمي كامل للأطفال وأولياء أمورهم.
العمل في المؤسسات الجامعية ونواة التربية على المواطنة
وبالنسبة للعمل في الجامعات، قال الفارسي: "انطلقنا منذ 2019 ببعث نواة التربية على المواطنة". وأشار إلى نتائج دراسة أجرتها الجمعية في جهة سوسة، بينت أن أكثر من 60 بالمائة من التلاميذ يعتبرون أن المؤسسات التعليمية غير جاذبة ولا تتوفر فيها أنشطة محفزة، وهو ما دفع الجمعية إلى إعادة رسم تصور المؤسسات التربوية لتصبح جاذبة للتلاميذ ومشجعة على المشاركة الفعلية في الحياة المدرسية.
إعادة تصور المؤسسات التعليمية وجعلها جاذبة للتلاميذ
أكد الفارسي أن مبادرات الجمعية تقوم على خلق بيئة تعليمية محفزة، تراعي الجوانب الاجتماعية والنفسية للأطفال، وتشجعهم على التعلم والمشاركة الفاعلة. وتهدف الجمعية أيضًا إلى تعزيز الثقافة الحقوقية والمواطنة لدى الشباب والمرأة، عبر برامج وأنشطة متعددة تهدف إلى غرس قيم الانتماء والمسؤولية الاجتماعية.
تحسين البنية التحتية والبيئة المدرسية
أوضح الفارسي أن الجمعية تسعى أيضًا إلى تطوير البنية التحتية التعليمية وتحسين ظروف المعيشة للطلاب داخل المؤسسات التعليمية، بما في ذلك الفضاءات المدرسية والمرافق، لتعزيز شعور الأطفال بالراحة والانتماء. وأكد أن التعليم لا يقتصر على المعرفة النظرية فقط، بل يشمل الاهتمام بالاحتياجات العاطفية والاجتماعية للتلاميذ لضمان نجاحهم وتطورهم الشامل.
التعاون بين الدولة والجمعيات لضمان التعليم للجميع
شدد الفارسي على أهمية التعاون بين الدولة والجمعيات لضمان أن يحصل جميع الأطفال، بما في ذلك ذوي الإعاقة، على فرص متساوية للتعليم. وأشار إلى أن الحق في التعليم مهدد، خاصة للفئات الأكثر هشاشة، وهو ما يتطلب وعيًا جماعيًا وجهودًا مشتركة لتحسين النظام التعليمي وتقديم الدعم اللازم للأطفال والشباب.
نموذج العمل الجمعياتي والتطلعات المستقبلية
وختم الفارسي حديثه بالتأكيد على أن جمعية "أولادنا" تمثل نموذجًا للعمل الجمعياتي الذي يدمج بين الجانب الحقوقي والتربوي، مع التركيز على تنمية قدرات الأطفال والشباب وربط التعليم بالقيم الإنسانية والمواطنة، بما يساهم في تشكيل جيل واعٍ قادر على مواجهة تحديات المجتمع التونسي وبناء مستقبل أفضل للجميع.