صرّح الناشط السياسي عدنان بالحاج عمر، لدى حضوره في برنامج "عالطاولة"، الجمعة غرّة مارس 2024، أنّ تونس حقّقت رقما قياسيا عالميّا في تراجع الديمقراطية مقابل نسبة نموّ ديمقراطي بنسبة 4% على مدار سنة 2023، حسب المعهد الوطني للإحصاء.
وأكّد بالحاج عمر أنّ الدولة التونسية تفتقر إلى الحسّ الديمقراطي، ونوّه بأنّ تونس حقّقت أرقاما قياسيّة في التباطؤ والخروج عن مواصفات الدّيمقراطية، وفق تعبيره.
كما كشف أنّ تونس حقّقت أضعف نسبة مشاركة في الانتخابات التشريعية الأخيرة لم يُشهد لها مثيلا، وذلك بنسبة مشاركة في الانتخابات بـ11% و12%، في حين أنه من المفروض أن تكون انتخابات ديمقراطية تعددية.
وأشار بالحاج عمر في نفس الإطار، إلى وجود نوع من "المقبوليّة" لدى السّلطة السياسية القائمة من جهة ولدى عدد كبير من الرأي العام من جهة أخرى، ممّن يقبلون بمثل تلك النّسب الـ11% و12% في الانتخابات دون احترام المعيار الدولي في العتَبة، والذي ينصّ بأنّ كل انتخابات دون 30% نسبة مشاركة، تعتبر لاغية.
واعتبر عدنان بالحاج عمر أنّ تونس اليوم تعيش في وضع مشابه "لحالة حرب"، إذ يرى أنّ على كلّ ممتهني السياسة الحذر في أقوالهم وأفعالهم، في حين أنّ طبيعة الأمور تقول أنّه يمكن لكلّ الأفراد أن تعبّر عن رأيها بحرّيّة بفترة الحملة الانتخابية، ضمانا لجمع أكبر عدد من الآراء والتعاليق.
وأشار بالحاج عمر إلى رئيسة الحزب الدستوري الحرّ "عبير موسي" باعتبارها المنافس الأوّل لرئيس الجمهورية "قيس سعيّد"، والتي سُجنت لأسباب غير واضحة، حسب تعبيره.
وفي نفس الصّدد، أضاف بالحاج عمر، أنّ القوانين الانتخابية لا يجب أن تُمسّ في السنة الأخيرة، وهو المعمول به في البلدان المتحضّرة، ولكن في تونس يُمسّ القانون الانتخابي ويوضع المنافسون المعلنون عن ترشّحهم في السّجن، حسب تعبيره.
كما أكّد بالحاج عمر على أهمّية الأحزاب في تحريك السّاحة السياسية واعتبرها الأساس في تجميع الأفراد المهتمّة بالشّأن العامّ وتلعب دور الوسيط بينهم وبين السلطة، وأنّه من الضروري المحافظة عليهم، ولكنّ اليوم اندثر الوسطاء، وفق ما صرّح به.
ونوّه بالحاج عمر بعدم وجود أيّ اتّصال مباشر بين السّلطة والشعب في غياب الوسطاء.
وذكر أنّه لم يكن هناك في أيّ مناسبة صارت، أي تفاعل تجاه طلبات المواطنين، مرجّحا فرضيّة أنّ "الشعب لا يريد كما يجب أو أنّ ما يريده لا يحصل"، حسب رأيه.
وفي سياق آخر، اعتبر بالحاج عمر أنّ السّلطة لم تتحدّث عن التّنمية المستدامة أو عن حماية المحيط بتاتا، مشيرا إلى أنّها لا تهتمّ بالتنمية المستدامة والمحيط والبيئة.
وعرّب بالحاج عمر عن غياب نصّ قانوني حول كيفية تسديد الشغور، رغم أنّ كاتب الدستور هو أستاذ جامعي مختصّ في القانون الدستوري وعلى دراية بأنّ هذا الفصل ضروري، وهو ما يؤكد عدم اهتمامه بهذا الموضوع، حسب اعتقاده.
كما اعتبر بالحاج عمر، أنّ الانتخابات الرّئاسيّة هي رهان يهمّ كلّ التونسيين، غير أنّه لن يتغيّر شيء ما لم يحصل التغيير على هذا المستوى.
واعتبر أنّ الحلّ الأحسن والمأمول هو أن يصير انفراج سياسي.
وشدّد عدنان بالحاج عمر على وجود عمليّة إرباك وضبابيّة حول المسار الانتخابي، معلّقا أنّه من غير المعقول عدم معرفة شروط الترشّح قبل 6 أو 7 أشهر عن الانتخابات.
وتعليقا على مبادرة "العياشي الهمامي" المتمثلة في تجمّع كل المعارضة وترشيح منافس وحيد للانتخابات الرئاسية، فيرى بالحاج عمر عدم وجود آفاق ولا يعتقد في نجاح هذه المبادرة.
واعتبر أنّ الساحة السياسية من جهة اليسار خصوصا، لا تملك سياسيين لديهم التكوين الكافي اقتصاديا واجتماعيا، وأنّ رؤيتهم للاصلاحات تقتصر على الجانب السياسي والحقوقي فحسب.
وأكّد من جهته أنّ الحياة اقتصاد قبل كلّ شيء.
-أميرة الثعالبي-