تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بالأمس 03 أوت 2023 فيديو يوثق افتكاك مرافق وزير الصحة علي مرابط خلال جولته داخل المؤسسات الاستشفائية بالجنوب التونسي، لهاتف الصحفية في إذاعة مدنين عفاف الودرني ومنعها من التسجيل أمام مرأى ومسمع الوزير، الذي لم يحرك ساكنا، في المقابل طالبت النقابة الوطنية للصحفيين الوزير بالاعتذار والإدانة العلنية لهذا التصرف.
وأظهر الفيديو المتداول مجادلة كلامية بين الصحفية عفاف الودرني ومساعد الوزير الذي تشبث بانعدام حقها في التسجيل مقابل دفاعها الملح عن واجبها في نقل المعلومة المكفول دستوريا، وأفضى النقاش إلى افتكاك هاتفها ومنعها من التصوير.
وقالت الودرني لـ SonFM إنها توجهت عقب الحادثة إلى الوزير وسألته عن موقفه من منع صحفي من التغطية فتجاهلها، مؤكدة في ذات الآن أن الفريق الوزاري منعهم أيضا من التواصل مع المواطنين، الذين توافدوا على المستشفى الجامعي بمدنين لمطالبة الوزير علي مرابط بتوفير طب الاختصاص وتدعيم التجهيزات والتعهد بصيانة آلة "السكانار" في حال تعطلها لتجنب تعكر الحالة الصحية للمرضى.
ووفق نقابة الصحفيين، فقد طال المنع صحفيين آخرين، هما الصحفي هادي قاري من إذاعة تطاوين والصحفي أحمد لملوم من إذاعة مدنين. من جهتها، رأت الودرني في منعها وزملائها من التصوير والتسجيل إخفاء لنقائص المؤسسات الصحية في البلاد وتضييق على عمل الصحافة.
في الأثناء، اعتبرت نقابة الصحفيين في بيان اليوم 03 أوت 2023 أن صمت الوزير عن هذا الاعتداء يعد موافقة ضمنية عليه، منبهة من تواصل التعتيم على المصلحة العامة، مطالبة الوزير بتقديم الاعتذار والإدانة العلنية لهذا الاعتداء واتخاذ الإجراءات التأديبية في حق المعتدي.
هذا وتشهد حرية الصحافة في البلاد نكسة منذ 25 من جويلية 2021، تاريخ اتهام رئيس الجمهورية قيس سعيد للإعلام بالتعتيم عن نشاطاته والتضليل، وإغلاق مكتب قناة الجزيرة في تونس وإقالة مدير التلفزة التونسية، وأصبحت العلاقة التي تجمع الإعلام بالسلطة في البلاد علاقة مناشير وبلاغات، فمثلا رئيسة الحكومة المقالة نجلاء بودن وخلال حوالي سنتين من توليها منصبها لم تقم بأي مقابلة إعلامية.