قال الأستاذ بقسم الهندسة الجيولوجية بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، الدكتور كمال الزواري، أثناء مداخلة له في برنامج Campus، اليوم الإثنين 18 مارس 2024، إنّه تحصل جائزة أفضل باحث لسنة 2024 من الجمعية الدولية للكيمياء الجيوكيميائية وذلك لتميز أعماله وإشعاعه على المستوى الدولي، علما وأنّ هذه الجمعية، يقع مقرها في الولايات المتحدة الأمريكية ولها فروع أخرى في بلدان مختلفة من العالم.
وأوضح الأستاذ كمال الزواري، أنّ هذه الجائزة تمنح كل سنة للباحث الذي حقق انجازات علمية، وكتب في نشريات علمية في ميدان التطبيقات الجيوكيميائية.
وجاء تتويجه، إثر تقديمه ملفا علميا يتضمن الانجازات التي قام بها في المختبر مع فريق العمل والتي كانت تطبيقاتها تتعرض أساسا إلى مجال المياه.
وفسّر الزواري، أن الجيوكيميائية هي ميدان كبير، يتضمن عدّة اختصاصات، بما فيها الطب، الفلاحة، الوارد المائية والكيمياء وغيرها...
وأكّد الأكاديمي، أنّ مخبر البحث في الجامعة في علاقة بهذا المجال، بدأ عمله منذ أكثر من 20 سنة ويجري عديد الدراسات والأعمال التطبيقية ويصدر نشريات دورية، فاق عددها الـ 150 نشرية.
وتعالج هذه النشريات والبحوث أساسا الطرق الجيوكيميائية والتطبيقات في علاقة بالأحواض المائية وغيرها من المباحث، واستشهد الأستاذ في ذلك بتأطريره لـ 30 دكتوراه تطبيقية تتعلق بالمياه في الأحواض التونسية والمياه السطحية والجوفية والتغيرات المناخية وجودة المياه وغيرها من المواضيع.
وأكّد الزواري أنّ جل هذه البحوث، أنجزت بالاشتراك مع المنظمات التونسية وخاصة إدارة الموارد المائية التابعة لوزارة الفلاحة.
ونوّه إلى أنّ البحوث المنجزة تنطلق من اشكاليات موجودة، يعمل الباحثون على حلها وهذا ما يدعم عملية تثمين النتائج لاحقا.
وأضاف الدكتور، أنّ الدولة باتت تولي النشريات قيمة أكبر وتمنح الباحثين تشجيعات مادية، لتدعيم مكانة البلاد في التصنيفات الدولية للبحث العلمي، لكن ذلك غير كاف، ويجب العمل على تقديم تشجيعات أكبر وأشمل.
وتحدّث الباحث، عن شراكة المخبر مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الموجودة بالنمسا، والتي أكّد أنّ قسما كبيرا منها يشتغل على الجيوكيمياء والنظائر، علما وأنّ المخبر التونسي، يملك اعتراف ISO من هذه الوكالة.
وتعمل تونس مع الوكالة على بحوث عدّة، بالاضافة إلى تبادل الخبرات والكفاءات باعتبار أنّ تونس تستقبل باحثين من افريقيا وآسيا والشرق الأوسط، لتكوينهم والاستفادة من معارفهم.
وشرح الأكاديمي مجالات بحثهم في علاقة بذرة المياه، التي يتم مراقبتها منذ هطول الأمطار إلى وصولها الي سطح الأرض قبل أن تتغذى بها المائدات الجوفية والسطحية وطرق متابعتهم للعناصر النظائرية، التي يستندون إليها في عملية تقديم التوصيات والتطبيقات.
وأضاف الأستاذ كمال الزواري، أنّ المخبر يبحث أيضا في جودة المياه وملوثاتها خاصة منها النيترات، بالإضافة إلى تغذية المياه وغيرها من مدارات الاهتمام..
وقال الباحث في علاقة بالشح المائي في تونس، إنّ المناخ يتغير بشكل دائم وبالتالي يجب تكثيف الجهود والعمل على استراتيجية تمنع بعض الزراعات المستنزفة للمياه والتقليص من الري وغيرها من الآليات...
وفي نهاية حديثه نوّه الدكتور كمال الزواري، أنّه رغم الموارد المالية المحدودة للبلاد فإنّ البحث العلمي متقدّم والجامعات التونسية لها صدى عالمي والطلبة التونسيون يتم استقطابهم للعمل في الخارج نظرا لتميزهم.
وللإشارة فإنّ الأستاذ كمال الزواري، مختص في مجال الهندسة الجيولوجية، واشتغل في عديد الجامعات والمعاهد البحثية الأوروبية وتحصل على عدة جوائز من جمعيات علمية وهو رئيس مخبر بحث التحاليل الاشعاعية والبيئة سابقا صلب المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس الذي تم إنشاؤه في سنة 1999.
وأنجز أكثر من 120 مقال علمي عالمي وله أكثر من 20 مشاركة في مشاريع بحث علمية عالمية وعشرات الاختراعات إلى جانب تأطير أكثر من 30 رسالة دكتوراه.