تعاني إسبانيا من شح في المياه، مواجهةً الجفاف المستمر وموجة حر مبكرة، وفي وقت يتم فيه استخدام 80 بالمائة من المياه لري المنتجات الزراعية، ترتفع العديد من الأصوات داعيةً إلى إعادة التفكير في حسن ادارة المياه
كان شهر أفريل الماضي الشهر الأكثر جفافا في اسبانيا، وسجلت العديد من المدن درجات حرارة عالية وقياسية لهذه الفترة من العام. فيوم الخميس 27 أفريل الماضي وفي حدود الساعة الخامسة مساءً، ارتفعت درجات الحرارة إلى 38,7 درجة في قرطبة وإلى 37,8 درجة في إشبيلية بإقليم الأندلس وفقا لبيانات الوكالة الوطنية للرصد الجوي.
ووفقا لباتريسيو غارسيا فايوس، مدير مركز أبحاث التصحر في فالنسيا، فإن هذا الاستغلال المفرط للمياه الجوفية إلى جانب التغير المناخي، سيؤدي إلى تسريع عملية التصحر ي اسبانيا.
"وبسبب تغير المناخ أصبح الجفاف أكثر تواترا وأكثر كثافة وباتت درجات الحرارة لا تتوقف عن الارتفاع. و يساهم كل هذا في تجفيف الغطاء النباتي وفقدان التربة لخصوبتها وقدرتها على تخزين المياه. وتتسارع هذه الموجة بالاستغلال المفرط للمياه الجوفية.
علاوة على ذلك، سيزيد التصحر من خطر الحرائق فالنباتات الذابلة والجافة تمثل وقودًا للنيران. ففي عام 2022، كانت إسبانيا الدولة الأوروبية الأكثر تضررا من حرائق الغابات، حيث دمر ما يقرب من 500 حريق أكثر من 300 ألف هكتار، وفقا لنظام معلومات حرائق الغابات الأوروبي .
وفي عام 2023، أحصت السلطات الإسبانية نحو 40 ألف هكتار من الأراضي دمرتها درجات الحرارة المرتفعة والتربة الجافة والرياح شديدة الحرارة. وعليه أطلقت وكالة الرصد الجوي الإسبانية تحذيرا من "خطر نشوب حريق شديد" في أجزاء كبيرة من البلاد..