تحدث الخبير المنجمي عبد الحميد العامري لدى تدخله في برنامج Son 24 عن مشاكل قطاع الفسفاط والتي اعتبر أنه يمكن تقسيمها الى 3 مستويات وهي مشاكل فنية مرتبطة بالاستغلال ومشاكل مالية ومشاكل مرتبطة بالمحيط ككل لقطاع الفسفاط ومشتقاته.
وتحدث الخبير المنجمي عن المشاكل الفنية مشيرا الى أن قطاع الفسفاط كان الى حد سنة 2010 يتجه في نسق إيجابي وتم تحقيق أرقام قياسية تجاوز خلالها الانتاح 8,3 مليون طن في السنة من ثم تفاقمت بعد سنة 2010 المشاكل بعد الإنقطاع الفجئي عن اللجوء للمناولة كشريان أساسي للنقل الداخلي للفسفاط كما ظهرت المشاكل المتعلقة بهذا القطاع منذ احداث شركة نقل المواد المنجمية وما تخللها من صعوبات لنشاطها.
وتواصل تفاقم المشاكل بعد أن أصبح المناول يطالب بإدماج أعوانه حيث وقعت إنتدابات مكثفة جدا حتى أن شركة فسفاط قفصة كانت تنتج 8،3 مليون طن بما يقل عن خمسة الاف عون، ويقارب الآن عدد الاعوان 20 ألف ومازال الإنتاج يراوح دون المستويات التي تحققت في سنوات 2010.
كما ترتبط المشاكل الفنية بجيولوجيا طبقات الفسفاط التي كان ارتفاع سمك الطبقات العقيمة التي تعلو طبقاتها والتي يجب ازاحتها ونقلها ليس كبيرا لاستخراج طن من الفسفاط لنقل حوالي 7 أطنان من الكلس العقيم وأصبحنا نتحدث اليوم عن 10 أطنان من الطبقات العقيمة لاستخراج طن وحيد من الفسفاط.
واعتبر العامري أن الاستغلال كان متواجدا في طبقات شبه أفقية وسير الشاحنات والآليات لم يكن يسبب صعوبة فنية تذكر لكن الان نتحدث عن مواجهة انحدار شديد لطبقات الفسفاط وهو ما يشكل صعوبة في الاستغلال، كما أصبحنا نتحدث عن صعوبات على مستوى السلامة وعدم استقرار مصبات الشوائب التي تنزلق حسب اتجاه الانحدار متجهة الى الواجهة التي يقع فيها الاستغلال وهو ما يمثل خطرا كبيرا على السلامة ويتطلب اخذ احتياطات فنية للتأكد من استقرار الطبقات.
وأوضح ضيف البرنامج أن الاستغلال كان ينحصر في مستويات متدنية من العمق وأصبحنا الان نواجه طبقات شبه مبللة أو تحتوي على رطوبة يمكن أن تسبب الانزلاق وهو يحيلنا على ضرورة تأهيل القدرات وطاقات الموارد البشرية لتواكب ماهو معمول به في مناجم ذات جويلوجيا مشابهة، مشيرا الى أن تجارب المقارنة تمكننا من تأهيل طريقة الاستغلال.
وخلص الخبير المنجمي الى القول بأن هذه المشاكل التقنية هي السبب الرئيسي لإرتفاع كلفة الإنتاج بالإضافة الى الصعوبات المالية لشركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي التونسي اللذان تم اثقال كالهما بكلفة الأجور.
وقال العامري أنه في المناخ الحالي تعتبر العناية من أعلى هرم في السلطة بقطاع الفسفاط أمر هام جدا لأنه يدعم جميع المتعاونين في هذا القطاع ويعيد تحسيسهم بمكانة هذا القطاع في الدورة الاقتصادية وموازنتها.
ويذكر أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد، أشرف يوم الأربعاء 26 أفريل 2023 بقصر قرطاج، على اجتماع مجلس الأمن القومي الذي خُصّص للنظر في ملف إنتاج الفسفاط.
وقال سعيد انه منذ أكثر من 10 سنوات وقطاع الفسفاط يشكو وضعا صعبًا وهو وضع غير مقبول على اي مقياس من المقايس .
واضاف قائلا بأن الفسفاط التونسي من افضل وأجود الانواع الموجودة في العالم , مشددا على أنه بالامكان استخراج 10 ملايين طن سنويا.’’.
كما أوضح بأن قطاع الفسفاط بإمكانه ان يوفر الكثير لميزانية الدولة ويُجنب تونس الاقتراض من الخارج وفق تعبيره, وبذلك تتعافي الدولة التونسية والاقتصاد التونسي.
وشدد الرئيس على وضع حد لهذه الوضعية التي لا يمكن ان تتواصل .