×
×

التلفزة الوطنية في مرمى قيس سعيد، لماذا؟


السيطرة على الخطاب: هل يرغب الرئيس في توجيه الرسالة الإعلامية بما يتوافق مع سياسته العامة؟ (Tunigate)
صوفية الصفاقسي
صوفية الصفاقسي
نشر في 2023/09/26 20:01
TT
11

تصريحات متتالية ومثيرة للجدل لرئيس الجمهورية قيس سعيد حول التلفزة الوطنية التونسية كان آخرها أمس الإثنين 25 سبتمبر 2023، حيث شدد خلال إشرافه على مجلس الأمن القومي على أنه لا بد من توضيح جملة من النقاط خاصة بالنسبة للتلفزة الوطنية بقناتيها مضيفا أنه يجب أن تكون هذه التلفزة وطنية كما أنه عليها أن تنخرط في الخط التحريري للوطن، على حد قوله. 

كما سبق أن أثارت تصريحات الرئيس الجدل في شهر أوت بعد دعوته مديرة التلفزة الوطنية عواطف الدالي لدى استقباله لها بقصر قرطاج وتوجيهه إلى رسالة لإعادة النظر في ترتيب الأخبار بنشرة الأنباء الرئيسية قائلا إن "ترتيب الأخبار غير بريء، محتجا على عرض برنامج تحدث فيه ضيوفه عن "زمن جميل"، في إشارة إلى الأوضاع التي كانت سائدة في فترة الرئيس الراحل زين العابدين بن علي. 

تصريحات كانت مسبوقة بشبيهة لها حول ترتيب الأخبار في شهر جويلية ليرد عليه رئيس نشرة أخبار الوطنية آنذاك عماد بربورة قائلا أن النقد مشروع لكن التشكيك في نزاهة الصحفيين مرفوض، لافتا إلى أن ترتيب الأخبار منطقي، مؤكدا أن كافة الصحفيين والعاملين في قسم الأخبار مرتبطون في النشرات بظرفية في البلاد وبخط تحريري واضح وصريح يحترم الجميع وعلى نفس المسافة من الجميع  ويعتبر مشاغل الناس من أهم اولوياته، وفق تعبيره. ويرى محللون أن قيس سعيد يرغب في توجيه الخط التحريري للقناة الوطنية بما يتماشى وخياراته السياسية وسياساته العامة. أو ربما في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلاد، قد يجد الرئيس نفسه مضطرًا للضغط على وسائل الإعلام لتقديم صورة معينة للحكومة.

أشهر من التهجم والانتقاد لسعيد للتلفزة الوطنية التونسية ليعلق الصحفي ورئيس التحرير السابق بقسم الأخبار في مؤسسة التلفزة الوطنية بأنه موقف سياسي مباشر وواضح من طرف رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أنه موقف يعيد نفسه إذ سعت كل الحكومات ورؤوس السلطة في تونس بطريقة مباشرة وغير مباشرة إلى انتقاد عمل الإعلام العمومي بصفة عامة من وكالة تونس افريقيا للأنباء والإذاعة والتلفزة الوطنيتين وسنيب لابراس، كما جاء على لسانه.

من جهة أخرى اعتبر الصحفي فطين حفصية أن تصريحات رئيس الجمهورية قيس سعيد بخصوص الخط التحريري للتلفزة الوطنية علنا في ثلاث مناسبات متتالية سابقة خطيرة من نوعها، مضيفا أن الجميع يخول إلى نفسه انتقاد مؤسسة التلفزة الوطنية دون أن يقدم حلولا عملية لحلحة أزمتها، ليحوم في دوامة الانتقاد من أجل الانتقاد وعدم الرضا لا لتشخيص المشاكل والتقييم، وفق تصريحه.

وأشار حفصية إلى أن التلفزة التونسية تقوم على سياسة تحريرية ومرجعيات مهنية محبرة وهي الدستور المهني للمؤسسة به وعليه تقييم وتقوم كما أنها الفيصل المهني بين الصحفي والمتلقي مهما كانت صفته، إلى جانب مدونة السلوك وهي الدستور الأخلاقي للعاملين بالمؤسسة، على حد قوله.

وشدد الصحفي على أن الإعلام العموم يعيش على وقع أزمة حقيقية نسقية وتراكمية، ما يتطلب رؤية تشخيصية واقعية حقيقية ومتونسة للإصلاح، مؤكدا أن الحتمية الزمانية والتاريخية ستقود إلى غلق مؤقت لمؤسسة التلفزة الوطنية في حال لم يتم الإقدام عليه والتحرك خطوة في اتجاهه.


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld