قالت الباحثة في علم الإجتماع نسرين بن بلقاسم في تصريح لإذاعة Son Fm إنّ إمتحان الباكالوريا في تونس بات ظاهرة إجتماعية، ينصب عليها كل الاهتمام والضغط والتأثير من قبل المجتمع سواء في علاقة بالعائلة أو التلميذ، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تراجع نتائج البعض جراء الخوف أوالصدمة أوالضغوط.
أما بالنسبة للتفاوت الكبير بين الجهات على مستوى النتائج فإنّه يعود إلى عدة عوامل أهمّها الجانب المادي باعتبار أنّ اجتياز امتحان الباكالوريا بات يتطلب ميزانية خاصة لدروس التدارك ودروس المراجعة التي تتجاوز أسعارها أحيانا الألف دينار.
وأضافت الباحثة أنّ التفاوت في النتائج لا يقتصر على الولايات فقط وإنّما في الجهة ذاتها نجد تفاوتا في النتائج بين المناطق الشعبية والمناطق الراقية، فمثلا في تونس 2، نجد نسب النجاح في معاهد المنازه مرتفعة مقارنة بنسب النجاح في معاهد الزهروني والسيجومي وسيدي حسين.
وأوعزت بن بلقاسم التفاوت في النتائج بالنسبة للجهات إلى التمييز الذي يعيشه المجتمع والذي تكرسه الدولة.
واستنكرت الباحثة تراجع المدرسة العمومية باعتبار أن التلميذ اليوم أصبح يعول على الدروس الخصوصية والأستاذ في الغالب بات لا يقدّم كل ما بحوزته أثناء الدرس.
لكن في المقابل فإنّ قيمة التعليم مازالت متجذرة في المجتمع باعتبار أن التلميذ يدرس ويبذل كل ما بوسعه للنجاح والعائلة تستثمر ماديا ومعنويا في تعليم أبنائها رغم تفشّي البطالة، وأكبر دليل على ذلك هو انتظار الأولياء لأبنائهم إثر الإمتحان أمام المعاهد، وفقا لتصريح الباحثة.
واستنكرت نسرين بن بلقاسم ربط النجاح بالهجرة باعتبار أنّ جل الناجحين يفكرون في الدراسة خارج البلاد رغم أنّ جامعات تونس تكوّن الكفاءات والبلاد بحاجة إلى أبنائها.
وأردفت بن بلقاسم أنّه على الدولة أن تشجع نجباءها على الدراسة في تونس والبقاء في البلاد لخدمتها لأنّهم السبيل الوحيد لتحسينها لأنّ الهجرة باتت كما لو أنها ضرورة أساسية، وفق تعبيرها.
يذكر أنّ نسبة النجاح العامة في الدورة الرئيسية لامتحان الباكالوريا بلغت 36.38%، وتأجل 31.09% ورسب 31.91%، من مجموع 137 ألفًا و908 تلاميذ، بنسبة حضور بلغت 95.05% وفقا لوزير التربية محمد علي البوغديري.
فيما تصدرت قائمة النتائج كل من صفاقس وسوسة وأريانة والمهدية في حين سجلت كل من جندوبة وقفصة والقصرين أدنى نسب النجاح في الجمهورية.