×
×

أمام غياب الحلول: أسواق سوداء لبيع الأدوية تتوسع في تونس


Univers News
مروى دجبي
مروى دجبي
نشر في 2023/06/15 14:32
TT
11

تقضي سلمى وقتا طويلا على الهاتف، تحادث موزعي الأدوية علها تظفر بقائمة الأدوية التي لم ترصف على رفوف الصيدلية منذ حوالي ثلاثة أسابيع … باتت تواجه سلمى وغيرها من الصيادلة في تونس ضغطا كبيرا من المرضى أمام ضعف المعلومة وتزايد عدد الأدوية المفقودة خاصة تلك التي تعلقت بالأمراض المزمنة والتي يصعب إيجاد جنيس لها.

استنادا على تقارير معلوماتية من الصيدلية المركزية وموزعي الأدوية ومعامل تصنيع الأدوية المحلية، خلصت جمعية الصيادلة إلى وجود حوالي 690 عنوان دواء مفقود في تونس خلال الـ 06 أشهر الماضية.

في المقابل، يدين رئيس النقابة الوطنية للصيدليات الخاصة نوفل عميرة في حواره مع Son FM غياب تشخيص واضحة ومعمق لواقع الأدوية في تونس خاصة بعد رفض وزارة الصحة إلتئام المرصد الوطني (يعمل على تشخيص واقع الأدوية في تونس) رغم دعوات النقابة.

هذا ويقر صيادلة قابلناهم بوجود نقص فادح في أنواع مختلفة من الأدوية، خاصة المتعلقة بأمراض ضغط الدم والسكري والكلى، ما ساهم في تعكر صحة عدد من المرضى الذين يستعملون أدوية حياتية…

سوق دواء سوداء

قال رئيس النقابة الوطنية للصيدليات الخاصة نوفل عميرة إن النقابة تقدمت بشكاية إلى فرقة مقاومة الإجرام، ضد صفحة فايسبوكية وموقع معروف (يعرض منتوجات غذائية، ملابس، هواتف ذكية…) ينشطان في مجال بيع الأدوية، متأتية من دولتي الهند وباكستان وهي دول لم تتعامل معها تونس في هذا المجال قط (لا تملك أدوية مسجلة في تونس)، وأضاف أن النقابة إلى حد الآن لا تعلم تركيبة هذه الأدوية المتداولة.

وأشار عميرة إلى أن النقابة اشترت بعضا منها وقدمتها إلى المخبر الوطني لمراقبة الأدوية والمستلزمات الطبية الذي رفض تحليلها مؤكدا أنه في حاجة إلى موافقة وزير الصحة علي مرابط للقيام بذلك، وشدد عميرة على وجود أطراف استغلت أزمة فقدان الأدوية في تونس لإحداث قطاع مواز، قائلا:" هذه المواقع تقدم أدويتها على أنها بديلة للأدوية المفقودة … ولا يمكننا لوم المرضى فالحاجة الماسة إلى تناول الأدوية الحياتية يدفعهم إلى التصديق، واللجوء إلى القطاع الموازي. هذا وتواصلت Son FM مع المخبر الوطني لمراقبة الأدوية والمستلزمات الطبية، دون تقديم جواب.

من جهتها، حذرت جمعية الصيادلة المواطنين من خطورة شراء الأدوية التي تباع على مواقع التواصل الإجتماعي "مجهولة المصدر" وقال رئيس الجمعية ناظم الشاكري لـ Son FM إن سوق الدواء العالمي يزخر بالأدوية الضارة ومنتهية الصلوحية والتي لم تخضع لتجارب ولم تحترم المواصفات الصحية، وهي الآن تباع وتشترى في تونس… وأضاف:" في الآونة الأخيرة رصدت جمعية الصيادلة انعكاسات خطير لهذه الأدوية على صحة المواطنين."

في الأثناء، يرجع خبراء أزمة الأدوية في تونس إلى تفاقم ديون الصيدلية المركزية التي قدرت بحوالي 800 مليون دينار، ما دفع المزودين الأجانب إلى فرض شروط في معاملاتهم مع تونس.

يذكر أنه مع نهاية عام 2022 غادرت ثلاث شركات دولية متخصصة في صناعة الدواء تونس معتبرة أن واقع الاستثمار في البلاد غير مناسب خاصة بعد تأخر سداد مستحقاتها لأكثر من 14 شهرا من الصيدلية المركزية، حذرت عقب مغادرتها جمعية الصيادلة من تفاقم أزمة فقدان الأدوية.

المجانية تشترط وصفة طبية

أمام تصاعد أزمة الأدوية في تونس بدأت تنشط صفحات فايسبوكية في تبادل الأدوية الجديدة والمستعملة وتقديمها مجانا للمحتاجين. مئات التدوينات من مختلف أنحاء البلاد، تنشر يوميا على هذه الصفحات تتوسل أنواع مختلفة من الدواء، تتكرر هذه العبارات في كل التدوينات تقريبا " لقد بحثت طويلا … صحة المريض تتعكر هو في حاجة إلى هذا الدواء …صيدلية المستشفى عاجزة عن التوفير … طبيبي قال إنه غير متوفر في تونس حاول أن تجلبه من أوروبا… لا أقارب لي خارج الوطن…"

تقول آمال ماجري (ناشطة في أحد هذه الصفحات) لـ Son FM أعرض الأدوية مجانا، كان زوجي قد إشترى أدوية كثيرة من فرنسا بعد أن واجهنا صعوبة في شراء أدوية الربو وضغط الدم في تونس... وتواصل الماجري:" ما يؤلمني حقا هو عجز الأسر عن إيجاد الأدوية.. أمام تعكر صحة أبنائها، هذا مادفعني وزوجي لتقديم المساعدة. هذا وتشترط الماجري، الوصفة الطبية عند تقديم الأدوية للمرضى مع الأخذ بعين الإعتبار مدى خطورة حالتهم الصحية.

*شهادات ناشطين بصفحات بيع الأدوية

خلقت أزمة الأدوية في تونس مناخا اجتماعيا تضامنيا على مواقع التواصل الإجتماعي فيما عكست أخبار الأدوية المهربة ومجهولة المصدر هشاشة الدولة إن أخذنا بعين الإعتبار ضعف المعلومة إثبات و نفي، وعدم قدرتها على توفير مستلزمات العلاج لشعبها.


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld