ترتفع نسبة احتمالية الإصابة بالتسمم الغذائي في فصل الصيف عن غيره من الفصول. يعود ذلك إلى العديد من الأسباب على غرار ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، وانتقال العديد من الأمراض عن طريق الأكل الملوث، حيث تزداد نسبة تعرض الأغذية للتلف.
وأكدت الأمم المتحدة خلال الاحتفال باليوم العالمي لسلامة الأغذية والذي يصادف 7 جوان من كل عام أن شخصا من كل 10 يصاب بالأمراض الناتجة عن الأغذية الملوثة سنويا.
وأوضحت المنظمة الأممية أنها رصدت أكثر من مئتي مرض يمتد من الإسهال إلى السرطانات التي تتسبب فيها بالأساس الأغذية ملوثة إما بالبكتيريا أو الفيروسات أو الطفيليات أو المواد الكيميائية.
ويصاب بالتسمم الغذائي، وفق الأمم المتحدة، أكثر من مليون و600 ألف يوميا في المتوسط بعد تناولهم أطعمة ملوثة، فيما يصل المتوسط السنوي للإصابات إلى 600 مليون حالة.
ويسبب الإسهال الناتج عن استهلاك الأطعمة غير النظيفة أكثر الأمراض المتعلقة بالتسمم الغذائي، في إصابة 500 مليون شخص، ويؤدي إلى وفاة نحو ربع مليون كل عام.
وفي هذا الإطار، قال الدكتور محجوب العوني المختص في علم الفيروسات، في تصريح لإذاعة SonFM، أن أسباب التسمم الغذائي تعود بالأساس إلى تلوث المواد الأولية للأغذية أو للأغذية مباشرة بجراثيم أو بكتيريا أو فيروسات أو فطريات، وأشار المختص أن البكتيريا المنتشرة المسببة للتسمم تقدر ب 12 نوع من بينها السالامونيلا، باسلس سيرس والشيغيلا.
واعتبر الدكتور محجوب العوني أن أكثر المواد الغذائية عرضة لهذه الأنواع من البكتيريا تتمثل في اللحوم، البيض، الحوت، الحليب ومشتقاته والتي يمكن أن تتلوث في حال عدم خضوعها لاحترام إجراءات دائرة حفظ الصحة الغذائية على غرار احترام درجات التبريد والحفظ والعلاقة المباشرة مع الشخص القائم على حفظ هذه المواد الذي يجب أن يحترم كل قواعد النظافة.
ويوضح العوني أن تلوث الغذاء يعد من أكثر الأسباب التي تسبب التسمم الغذائي، خاصة في حال عدم طهي الطعام جيدا، وعدم تخزين الطعام بالشكل اللازم، وتخزين المطبوخ من دون تبريد فترة طويلة، بالإضافة إلى أكل الطعام الذي لمسه شخص مصاب بالإسهال والقيء.
وأكد العوني أن شرب الماء الملوث هي من الأسباب المباشرة للتعرض إلى حالة التسمم الغذائي، وتتمثل أعراض التسمم الغذائي في الإسهال والأوجاع على مستوى البطن والأمعاء، القيء..
وأوضح الدكتور العوني أن التسمم الغذائي يزداد خلال فصل الصيف نظرا لارتفاع درجات الحرارة التي تسبب تلوث الطعام بالجراثيم لأنها تتكاثر بطريقة أسرع في الأجواء الدافئة.
من جانبه، أكد مدير عام الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية محمد الرابحي في تصريح لإذاعة SonFM أنه تم تسجيل 42 بؤرة في 17 ولاية تونسية، وتعرّف البؤرة على أنها إصابة 2 أشخاص أو أكثر لهم نفس الأعراض والأسباب، وتعود أغلب التسممات الغذائية إلى الوسط العائلي بنسبة 64 بالمئة وقد تم تسجيل حوالي إصابة 200 شخص بهذا المرض.
وقد أوصت الهيئة الوطنية للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، في بيان، بضرورة احترام الشروط الأساسية لحفظ الصحة كغسل اليدين وغسل الخضر والغلال واستعمال مياه ومواد غذائية مأمونة وطبخ الطعام جيدا وحفظ الأغذية في درجات حرارة مناسبة.