×
×

مروان الرياحي: الدّولة التونسية لا تملك استراتيجية واضحة في متابعة مرضى التوحّد

انتقد الأخصائي النفسي مروان الرياحي، غياب استراتيجية واضحة للدولة التونسية في متابعة مرضى التوحد وتحدث عن نقص الامكانات والمختصين في المراكز المخصصة لهؤلاء المرضى.


مروان الرياحي (©SonFM)
قسم الأخبار
قسم الأخبار
نشر في 2024/04/04 15:55
TT
11

ندّد الأخصّائي النفسي مروان الرياحي، لدى حضوره ببرنامج "100T"، اليوم، الاربعاء، 03 أفريل 2024، بغياب استراتيجية واضحة للدّولة التونسية في متابعة مرضى التوحّد.

وكشف الرياحي عن وجود مركز عمومي وحيد لمرضى التوحّد في تونس، في حين أنّ بقية المراكز هي نصف عمومية وتفتقر بذاتها إلى الإمكانيات والمختصّين، أو المراكز الخاصّة والتي تكون باهضة بكلفة تصل إلى ألف دينار.

واعتبر الرياحي أنّ مراكز الإحاطة والعناية بمرضى التوحّد "موجودة لمن استطاع إليه سبيلا"، في إشارة إلى صعوبة الوصول إليها وندرتها.

وفسّر الأخصائي النفسي "التوحّد" بأنّه خلل بالتّركيبة العصبيّة الدّماغية للطّفل يعود إلى عديد الأسباب.

وعلى عكس الخطاب الشائع القائل بأنّ "التوحّد" ناتج بالأساس عن إهمال الأمّ لرضيعها وعدم تلبيتها لرغباته وحاجياته الأساسية من تغذية واهتمام وعاطفة في عامه الأوّل من الولادة الذي يؤدي إلى إنعزال الطفل وصنع واقع جديد خاصّ به كردّة فعل عنيفة في إنكاره للواقع الموجود، فإنّ الأساس أنّ طفل التوحّد يكون حاملا للمشكل الدّماغي منذ الولادة ولكن نقص الاهتمام يعمّق المشكل وليس السبب الرئيسي للمشكل الدماغي، وفق ما ذكره الرياحي.

أيضا، يعدّ الاختناق أثناء الولادة الظاهرة الشائعة والمشتركة بين أطفال التوحّد المتسبّب في إتلاف عديد الخلايا العصبية، لا تظهر تبعاته مباشرة وإنّما على طول المدى.

ويمكن أن يكون مرض التوحّد وراثي كذلك، حسب ما صرّح به الأخصائي النفسي.

وأفاد مروان الرياحي أنّ لمرضى التوحّد 3 أعراض أساسية مشتركة فيما بينهم، أوّلها أنّهم يعانون من مشاكل على مستوى اللغة والتواصل، إذ أنّ نسبة كبيرة من أطفال التوحّد غير قادرون على الكلام مطلقا ويعدّ المشكل بالأساس عصبي، أو يكون كلامهم محدود جدّا ببعض الكلمات، ومنهم من يعاني من تكرار الكلمات.

ومن بين أهمّ الأعراض الأخرى، ذكر الرياحي اضطرابات السلوك لأطفال التوحّد، والمتمثّلة في الحركات العشوائية المتكرّرة التي يتمّ توظيفها أحيانا في حالات عاطفية، ورفض التغيير وفرط الحركة وصعوبة التركيز، والعنف الموجّه نحو الذّات أو العنف الموجّه نحو الطّرف المقابل.

أيضا، أشار الرياحي إلى أنّ لأطفال التوحّد مشكل على مستوى تطوير العلاقات الشخصيّة وتوجّههم إلى التوحّد والعزلة.

وفي نفس السياق، كشف الأخصّائي النفسي أنّ نسبة أطفال التوحّد ذوي الأداء العالي المعرّفون "بالعباقرة" لا تمثّل إلاّ 1% أو 2 % من الأغلبية وهي حالات نادرة جدّا.

وأكّد مروان الرياحي أنّ "التوحّد" اضطراب دائم ومستمرّ وأنّ حالات الشفاء منه نادرة جدّا.

وشدّد من جهته على أهميّة توفير استراتيجية كاملة لتوفير مراكز إيواء ورعاية لمرضى التوحّد، المعرّضون إلى الموت في حال غياب أوليائهم.

كما صرّح الرياحي أنّه على غرار نسبة الـ200 ألف طفل مصاب بالتوحّد، فإنّ هناك نسبة من مرضى التوحّد ممّن ما يزال أولياؤهم في حالة إنكار، غير مصرّح بهم ولايملكون أيّة امتيازات، واصفا واقع مرضى التوحّد في تونس "بالمرير والأليم".

 


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld