×
×

أول زيارة لمسؤول سوري إلى تونس منذ 2012: جديدٌ يذكر


©️ وزارة الشؤون الخارجية على يمين الصورة وزير الشؤون الخارجية التونسي نبيل عمار
صوفية الصفاقسي
صوفية الصفاقسي
نشر في 2023/04/17 22:09
TT
11

بوتيرة متسارعة تعمل الجهات الرسمية التونسية السورية على إعادة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها، مساعي جسدتها زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بدعوة من وزير الشؤون الخارجية التونسي نبيل عمار اليوم الإثنين 17 أفريل 2023، إثر سلسة من الاتصالات بين النظيرين.

وفي إطار إعادة العلاقات التونسية السورية إلى مسارها الطبيعي، تم الإعلان مؤخرا عن إعادة افتتاح السفارة السورية في تونس بعد ما يقارب 10 سنوات من إغلاقها.

إلى جانب بيان مشترك أشار البلدان إلى أن التشاور والتنسيق مستمر بين وزراء خارجية البلدين، تكريسا لروابط الأخوة و إعلاء لقيم التضامن.

وكان الرئيس قيس سعيد قد أعطى تعليمات لوزير الخارجية نبيل عمار للشروع في إجراءات تعيين سفير تونسي في العاصمة السورية دمشق.

وفي هذا الصدد قال الكاتب الصحفي مراد علالة أن هذه البادرة جاءت تماهيا مع التغيرات الإقليمية والدولية ،إلى جانب أن مصلحة البلدين والشعبين تكمن في إعادة العلاقات واسترجاع  العمق في التعاملات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إضافة إلى التعاون الأمني،نظرا لوجود ملفات أمنية عالقة حان الوقت لحلها، وفق تعبيره.

و يمثل إعادة التنسيق الأمني بين البلدين وأبرزها ما يعرف بشبكات التسفير، أهم البنوط العريضة التي سيعمل عليها الجانبين التونسي والسوري وفق الباحث السياسي حازم القصوري الذي أكد أن في هذه الخطوة طي لصفحة الإخوان المسلمين في تونس، مشيرا إلى أن تونس ستستعيد عافيتها من خلال إعادة الاعتبار إلى العلاقات بين البلدين.

وتفاءل القصوري بقادم علاقات أفضل بتفكيك الملفات العالقة بين البلدين وأهمها ملف التسفير.

من جانبه اعتبر الباحث السياسي عبد الحميد بن مصباح أن هذه الخطوة هي ترفيع في نسبة التمثيلية التونسية فمنذ سنة 2015، يوجد تمثيل تونس في دمشق من خلال الجانب القنصلي، وأعاد بن مصباح هذه العودة إلى سببين، يتمثل الأول في أن قطع العلاقات مع سوريا منذ سنة 2012 كان قرارا اخوانيا بحتا، وفق تعبيره، أما الثاني فيعود إلى التغيرات الجيوسياسية، والجيواستراتجية باعتبار أن الدبلوماسية التونسية ملزمة أن تتحرك في إطار تنسيقي عربي، مشيرا  إلى سلسلة الزيارات التي أداها وزير الخارجية السوري على السعودية وابوظبي وعمان، وآخرها الجزائر الأحد 16 افريل 2023.

منوها إلى عودة سوريا للحضن العربي، و يذكر أن اجتماعا لدول مجلس التعاون الخليجي عقد في السعودية الأسبوع الفارط ، شاركت فيه مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، قبل حوالي شهر من انعقاد القمة العربية في السعودية، مع إمكانية عدم عودتها وبقاءها خارج أسوار الجامعة

تاريخ العلاقات التونسية السورية:

6 فيفري 2012: قامت حكومة الترويكا بطرد السفير السوري ودعت سفيرها بدمشق إلى العودة إلى تونس. وقد برّر وزير العدالة الانتقالية آنذاك سمير ديلو هذا القرار بتأزم الأوضاع في سوريا بسبب المجازر التي ارتكبها بشار الأسد ضدّ الشعب السوري. كما دعا رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي الدول العربية إلى طرد سفراء سوريا لديها، احتجاجا على ما أسماه القمع الدموي للحركة الاحتجاجية في سوريا.

7 فيفري 2012 : أعلن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي أن تونس سحبت اعترافها بشرعية حكم نظام بشار الأسد.

24 فيفري 2012: نظمت حكومة الترويكا بحضور أكثر من ستين دولة ما أسمته ب”مؤتمر أصدقاء سوريا” بمشاركة المجلس الوطني السوري وبعض  مكونات المعارضة السورية وفق موقع نواة.

2017: أعادت تونس بعثة دبلوماسية محدودة إلى سوريا.

30 ديسمبر 2018: أول رحلة جوية مباشرة من دمشق نحو تونس بعد انقطاع سبع سنوات.

 9 فيفري 2023: رئيس الجمهوري قيس سعيّد يقرّر رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي في سوريا، مجدِّدا تأكيد وقوف تونس إلى جانب دمشق.

وبين الحاضر والماضي تبقى التساؤلات كثيرة ومتشعبة حول مآلات الخطوة الدبلوماسية التي أقدمت عليها تونس بإعادة فتح السفارة التونسية في سوريا.

 


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld