اعتبر الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير فتح النقاشات حول الأعمال الرمضانية صحوة فكرية واجتماعية وثقافية نظرا لغياب الأعمال الدرامية سابقا وغياب الاختلاف، وذلك خلال تدخله اليوم الاثنين 27 مارس 2023 في برنامج "ستديو رمضان"
أنّ العمل الرمضاني الوحيد الذي كان يُبث على القناة الوطنية كان يشترط موافقة رئاسة الجمهورية وما تبعها، والمواضيع التي يتم معالجتها كانت متعارف عليها صلب العائلة التونسية كمسلسل "خطاب على الباب" على حدّ قوله.
وقال الباحث في علم الاجتماع إنّ الرقابة على الأعمال الدرامية غابت بعد الثورة و"دخلنا في موجة من الحرية إلا أنّ هناك بعض النقاط التي أحدثت جدلا كبيرا في المجتمع التونسي وأصبحنا نتحدث عن المخدرات والتحرش والعنف وهذا ما خلق موجة من التفاعلات"، مشيرا إلى أنّ بعض ردود الأفعال كانت قاسية نوعا ما.
وفي معرض حديثه عن مسلسل "فلوجة" أفاد ضيف البرنامج بأنّ موضوع الادمان داخل الفضاء التربوي لم يتم التطرق إليه مسبقا لكن طريقة الطرح "فيها وعليها".
واستند في حديثه إلى الدراما المصرية أين قال إنها عالجت عديد المواضيع وعملت على اصلاح الواقع الاجتماعي المصري، مؤكدا أنّ عديد القوانين تغيرت بفعل الدراما في عديد الدول عبر العالم منها مصر.
ويرى الباحث أنّ الدراما التونسية هي دراما اجتماعية، ذاكرا على سبيل المثال مسلسل "تاج الحاضرة" الذي تم بثه في رمضان سنة 2018 على قناة الحوار التونسي والذي لم يلق نجاحا نظرا إلى أنه كان يروي وقائع تاريخية، متابعا "المجتمع التونسي يحب الهدرة والخرافة".
وأضاف محدثنا أنّ انحصار مواضيع الأعمال الدرامية في العنف والجنس والمخدرات يعود إلى نسب المشاهدة المرتفعة لهذا النوع من المواضيع.
كما أفاد الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير بأن أغلب الأعمال الدرامية في تونس تُعرض على المنصات بهدف ضمان المداخيل وتغطية المصاريف خاصة وأنّ الدولة التونسية متمثلة في وزارة الثقافة لا تقدم دعما.
وكشف في ذات السياق أنّ انشاء المنصات يعود إلى تغير طبيعة التونسي وتدفق الانترنت لدى جميع الفئات وخاصة الأطفال، مؤكدا أن نسب المشاهدة في المنصات مرتفعة.
وشدّد الباحث على أنّ كلا حرّ في اختياراته والعمل الفني يخضع إلى عديد التأويلات، قائلا "صغارنا وتلامذتنا لن يتأثروا بمسلسل سامي الفهري والوضع المدرسي والتلمذي أتعس بكثير من واقع مسلسل فلوجة للأسف".