قال المتخصص في علم الاجتماع سفيان جاب الله القائم على دراسة “الشباب والعنف والانقطاع المدرسي" والتي اهتمت بدراسة حالات بعينها في كل من منطقة حي التضامن، دوار هيشر، فوشانة وسيدي حسين، بالتعاون مع منظمة "انترناشيونال آلرت"، إن هذه الدراسة عملت على فرضية العلاقة بين الانقطاع المدرسي من جهة والانحراف والعنف من جهة أخرى.
وقال جاب الله، في تصريح لإذاعة SonFM، أن فرضية الانطلاق تتمثل في أن الانقطاع المدرسي ينتج عن العنف وينتجه فيما بعد، وأشار الباحث في علم الاجتماع أن المدرسة بالنسبة للتلميذ الحامل لرأس مال ثقافي ضعيف أو الفاشل دراسيا أو القادم من عائلة ذات رأس مال ثقافي واقتصادي ضعيف، يتعرض أكثر إلى العنف وتزيد بذلك فرضية الانحراف داخل المدرسة وتتقلص نسبة هذه الفرضية عند الانقطاع، وأرجعت الدراسة أن تعرض الحالة المذكورة للعنف تعود بالأساس إلى الفشل الدراسي داخل مدرسة غير قادرة على حمايته وإدماجه.
وقال المختص في علم الإجتماع إن الحالات التي تمت دراستها في الأحياء الشعبية المذكورة تفيد بأنه مع غياب مقومات النجاح الدراسي والمتمثلة في الفقر والمشاكل العائلية والفشل الدراسي، تراهن العائلة والتلميذ على الانقطاع المدرسي، فكلما كان الانقطاع مبكرا، كانت فرص الدخول إلى سوق الشغل أقرب وأقوى.
وأفاد سفيان جاب الله بأنه في ظل غياب مقومات النجاح المدرسي، تزيد فرضية الانحراف وعند الانقطاع تقل فرضية حصول عملية الانحراف. وأكد محدثنا، وفق ما ذكرته الدراسة، أن عملية الاحتضان الثقافي المتمثلة في دور الثقافة والشباب أنقذت العديد من شباب هذه الأحياء المنقطعين عن الدراسة من براثن الانحراف وسلوكات أخرى محفوفة بالخطر، وأشار الخبير أن تعلق هذه الفئة بالثقافة والمسرح والرياضة وفن الغرافيتي لا يغير واقعها الاقتصادي والاجتماعي الهش ولكن يغير علاقتها بهذا الواقع.
والجدير بالذكر أن المناطق الأربع التي تمت دراستها تحتل المراتب الأولى في تونس الكبرى من حيث معدلات الفقر والانقطاع المدرسي وفق أحدث احصائيات المعهد الوطني للإحصاء.
يذكر أنّ "انترناشيونل آلرت" هي منظمة دولية غير حكومية تعمل من أجل تعزيز السلام وحل النزاعات في العالم، ويعمل مكتب تونس على دعم الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتعزيز مشاركة الشباب في الأحياء الشعبية والمناطق الداخلية.