كشفت دراسة للمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية حول تأثير التغير المناخي على مدينتي العلاء وقلعة الأندلس أن الفئات الضعيفة في تونس هي الأكثر تأثراً بتداعيات المناخ، حيث زاد الجفاف وندرة الموارد المائية من تعقيد وضعها الاقتصادي والاجتماعي. وأكدت الدراسة أن النساء يتأثرن بشكل خاص بسبب التمييز الاجتماعي، ما يحد من فرصهن في العمل.
وقد جاءت هذه الدراسة في إطار الربط بين إشكاليتين وهما التغير المناخي وتمظهراته في علاقة بآثاره الاقتصادية والاجتماعية وتم التركيز على المجتمعات الأكثر هشاشة عن طريق الالتجاء إلى خارطة الفقر في تونس ومن ثم تم اختيار منطقة ريفية وأخرى شبه حضرية.
وقد اعتمدت الدراسة على مقاربة مختلطة بين الكمي والكيفي وتستند إلى القراءة الجندرية.
وقد أشارت الدكتورة إيمان الكشباطي، قائدة فريق الدراسة، لدى تدخلها اليوم في برنامج sans émissions اليوم الثلاثاء 05 نوفمبر 2024 إلى أن تأثيرات التغير المناخي في تونس تتزايد بشكل كبير على الفئات الأكثر هشاشة، خاصة في المناطق الريفية مثل العلاء وقلعة الأندلس.
ويواجه سكان هاتين المنطقتين، وفق الدراسة، جملة من التحديات خلال ممارسة أنشطتهم الاقتصادية اليومية على غرار غياب رأس المال ودعم الدولة ونقص الاستثمارات وضعف الأجور اليومية أو الشهرية بالإضافة إلى تدهور القدرة الشرائية.
وبيّنت ضيفة البرنامج أن ندرة المياه وتدهور الأراضي الزراعية يزيدان من الفقر والبطالة، مما يدفع العديد من الشباب إلى الهجرة بحثاً عن فرص أخرى.
وأوصت الكشباطي بضرورة تطوير البنية التحتية للمياه ودعم المشاريع المستدامة لتمكين المجتمعات المحلية من التكيف مع هذه الظروف والتخفيف من حدة تأثيرات المناخ.
كما دعت إلى تفعيل دور الحكومة في دعم مشاريع تهدف إلى تطوير الاقتصاد المحلي من خلال السياحة الإيكولوجية والريفية وتقديم تدريب للشباب لتأهيلهم للفرص المتاحة في مناطقهم.
وأكدت الكشباطي على أهمية تعاون الحكومة والمجتمع المحلي لتحديد الأولويات وصياغة سياسات أكثر شمولية تسهم في التصدي لتحديات التغير المناخي وحماية الفئات الأكثر تضرراً من آثاره المتفاقمة.