بأي حال عدت يا عيد؟ باكتظاظ في محطات النقل البري و مواطنين يفترشون الأرض مللا من الانتظار.
كذا الحال بمحطة النقل بباب سعدون اليوم الأربعاء 19 أفريل 2023 طوابير طويلة من المواطنين شيبا وشبابا، علهم يعثرون على سيارة أجرة تمر فتخفف عليهم عناء الانتظار لساعات، والشمس قد بلغت كبد السماء.
السيدة حليمة مواطنة تطمح في العودة إلى ولاية جندوبة رفقة أمها المرآة المسنة وزوجها لتتمكن من الوصول إلى جنازة لأحد لأقربائها قبل يومين من عيد الفطر قالت : بهذه الوتيرة لن نستطيع الى الجنازة، منذ الصباح الباكر ونحن جالسون على قارعة الطريق وجميع سيارات الأجرة المتوفرة تطلب زيادة في التعريفة لتصبح 20 دينار دون وجه حق.
يوم لا يطاق بالنسبة للمواطنين من غير سكان العاصمة وولاياتها يتكبدون فيه مشقة حمل الأمتعة والحرارة و استغلال سواق سيارات الأجرة، الذي يتطاولون عليهم في مشاهد يندى لها الجبين.
"أشرب ولا طير قرنك" هكذا وصفت غفران تعامل سواق الأجرة مع المواطنين في المحطة، فإما أن يفرضوا على المواطن تعريفة باهظة الثمن وإلا يتركونه ملقى في الشوارع يتلقفه قلق البقاء الى وقت متأخر دون الظفر بوسيلة تقله الى مسقط رأسه.
أحد سائقي سيارة الأجرة (بنزرت-تونس) وصف هذه الحالة بالعادية، وأنهم تعودوا الازدحام وسوء النظام والتنظم في مثل هذه المناسبات، وأن الفوضى هي سيدة الموقف في جميع الأعياد منذ الأزل، مؤكدا أن لا أمل لهم في تغيير وضعية النقل في تونس، و إن كان عبئها ثقيلا على المواطنين.
بيرم شاب عشريني من معتمدية تالة رصدنا حيرته وهو قابع أمام المحطة ينتظر الفراغ، قائلا: هنا تونس، لا جديد يذكر في علاقة بوسائل النقل في أوقات الذروة، منذ قدومي إلى تونس للدراسة في المعهد العالي للتمريض في باب سعدون و أنا أعاني الأمرين ذهابا وايابا، وعليه تعودت على ما نحن عليه ولا أمل لا في غد أفضل في علاقة بتونس كبلد فما بالنا بالنقل؟.
أحدى المواطنات تساءلت عن جدوى وجود قطارات في تونس لكي لا نستخدمها وقت الحاجة إذ أن وضعيتها هي الأخرى أنكى من سيارات النقل البري، مشيرة الى التعريفة دون توفر للأسطول وفي ظل غياب للصيانة.
إجراءات وزارة النقل الخاصة بعيد الفطر:
ككل مناسبة لا تدخر وزارة النقل -التي رفضت مدنا بتصريح حول جاهزية أسطولها لمناسبة العيد- جهدا في إعداد برنامج خاص لتفادي الاكتظاظ والاضطرابات في فترة ما قبل وبعد عيد الفطر.
ووفق ما أورده وزارة النقل في بلاغ لها فقد وضعت خلال الفترة الممتدّة من يوم الثلاثاء 18 أفريل إلى الثلاثاء 25 أفريل 2023 برنامجا استثنائيا لفائدة المواطنين ، يقوم على تحسين عرض النّقل وملائمته مع الطلب المتوقّع من خلال الرفع من جاهزية الأسطول ودعم الموارد البشرية وفق البلاغ.
وتم الترخيص للشركات العمومية للنقل البري على الطرقات للقيام بسفرات إضافية على كامل خطوطها وعلى خطوط أخرى حسبما يقتضيه الطلب
وفي هذا الإطار، ستتولّى الشركة الوطنية للنقل بين المدن والشركات الجهوية للنقل تأمين 6026 سفرة منتظمة و1852 سفرة إضافية على كامل خطوطها ، أي بزيادة 31 % بالمقارنة مع العرض الجملي العادي.
كما قامت وزارة النّقل بتكليف فرق من مراقبي الوزارة لتأمين مراقبة البرنامج ومتابعته على مستوى محطات النّقل البري ومحطات السكك الحديدية التونسية ومحطات سيارات الأجرة " لواج " بكامل تراب الجمهورية
فرق مراقبة عايننا غيابها اليوم بمحطة النقل البري بباب سعدون وأكد المواطنون المتواجدون ذلك وسط تسيب السواق وحسرة المواطنين على قطاع النقل في تونس.