أكّد المهندس البيئي والخبير في الشأن في المناخي حمدي حشاد خلال تدخّله في برنامج "ستوديو رمضان" أنّ تونس وصلت إلى مرحلة حرجة فيما يتعلق بموضوع الشحّ المائي، وهذا ما سيغيّر طريقة تعامل المواطن مع الماء.
وأشار ضيف البرنامج إلى أنّ مستوى امتلاء السدود لا يتجاوز30 بالمائة عكس المعتاد أي في حدود 50 بالمائة في السنوات السابقة، مضيفا أنّه في صورة هطول كميات من الأمطار في أفريل وماي فهذا لن ينقذ الموقف.
وكشف حشاد أنّ الرفاهية المائية التي اعتاد عليها التونسي ستعتبر انجازا في حدّ ذاته، قائلا "الاستهلاك المنزلي سيكون موجودا لكن بنقص كبير وسنعيش ديمقراطية قطع المياه".
كما أفاد المختص بأنّ نصيب الفرد من المياه انحدر إلى 200 متر مكعّب في حين أنّ المعدّل العالمي يبلغ 1000 متر مكعّب، مؤكّدا أنّ الفلاحة التونسية ستتلقى صفعة قاسية اقتصاديا، والصائفة القادمة ستكون ساخنة وستشهد تحركات اجتماعية.
وتابع "تونس أصبحت أقرب من أي يوم كان إلى سيناريو اليوم صفر، وهذا الأخير يعني الانعدام الكلي أو الجزئي للمياه الموجود داخل المنازل، وفي ظل هذه الأزمة المائية هناك شركة متعددة الجنسيات في الجنوب التونسي تقوم بزرع طماطم الكرز".
كما عبّر حمدي حشاد عن استغرابه لعدم وجود الاشهارات المتعلقة بالمسابح الخاصة، مبرزا أنّ معدّل بيع المسابح الخاصة تضاعف منذ سنة 2018.
وشدّد المهندس البيئي والخبير في الشأن في المناخي أنّ الحل الجذري لتجاوز الأزمة يكمن في الفلاحة التي تستهلك 80 بالمائة من الموارد المائية، وجزء كبير من هذه النسبة مهدورة وتُسقى به منتجات من المفروض أن لا يتمّ زرعها خاصة وأنّ توريدها يتكلف على الدولة أقل من زراعتها.