نظّمت حركة STOP POLLUTION بالتعاون مع الطّرف النقابي للشركة التونسية للكهرباء والغاز وقفة احتجاجية، أمس الجمعة 08 مارس 2024، أمام مقرّ "وزارة الطاقة والمناجم والطاقات المتجدّدة"، تنديدا بإشكاليّات الانتقال الطّاقي التي تهدّد السيادة الطاقيّة بتونس.
ويأتي هذا الاحتجاج على خلفيّة النّدوة الصحفيّة للحركة ليوم 07 مارس 2024، بمقرّ النقابة الوطنية للصحفيّين، التي قدّم فيها أعضاء الحركة معطيات خطيرة على ضوء المفاوضات والاتّفاقيات المبرمة بين الدّولة التونسيّة وشركات أجنبيّة من الاتحاد الأوروبي، وفق ما صرّح به عضو حركة STOP POLLUTION، خير الدّين دبيّة لـSon Fm.
وأكّد دبيّة على رصدهم لتدخّلات مباشرة من منظّمات أجنبيّة في تحديد السياسة الطاقيّة للبلاد على غرار المنظمة الألمانية GIZ.
ووضّح من جهته مطالبة الحركات البيئية بالانتقال الطاقي لكن دون أن يكون مدخلا للقوى الاستعمارية لتستحوذ وتحتكر قطاع الطاقة، حسب تعبيره.
كما أكّد دبيّة أنّه يتمّ تهميش وتقليص دور الشركة التونسية للكهرباء والغاز، من حيث العبء المالي المسلّط على الشركة خاصة بخصوص الخطّ الرابط بين تونس وإيطاليا في ربط هذه الشركات بشبكات الكهرباء.
وكشفت الحركة عن عمليّات الاستيلاء على أراضي فلاحية ورعوية شاسعة، من قبل الشركات الأجنبية لتركيز هذه المشاريع، إذ تمّ الاستيلاء على أكثر من 5000 هكتار في ولاية قابس بمفردها، في حين أنّ الطاقة الإجمالية في ولاية قابس تُقَدّر في حدود الـ2000 ميغا واط، وهو ما يمثّل ثُلث الطاقة القصوى للشركة التونسية للكهرباء والغاز.
أيضا، ذكر عضو حركة Stop Pollution أنّ السلطة تقترح على البرلمان مشاريع قوانين في خطوات فرديّة، ويرى من جهته أنّه ليس من حقّ وزارة الطاقة أن تتعامل مع ملفّ الانتقال الطاقي بطريقة "فردانية" فيها نوع من "الرّعوانية والضعف"، حسب رأيه.
وشدّد دبيّة على ضرورة الانتباه إلى أنّ المشاريع التي يتمّ التّرويج لها كمشاريع رائدة في مجال الطاقة الشمسية بالمغرب مثلا هي مشاريع فاشلة.
وأشار إلى أنّ دراسات الدول الأجنبيّة في مجال الطاقة هي دراسات مسمومة لكلّ دول الجنوب ولا تخدم إلاّ الطرف الأوروبي.
على سبيل المثال، تعاني مصر اليوم من الانقطاع اليومي للكهرباء، والشركات الأجنبيّة تركّز في شبكات ربط مباشرة مع المواطنين، وهو غير المأمول حدوثه في تونس، وفق ما صرّح به دبيّة، مؤكّدا على أنّ الحركات البيئية ستكون "سدًّا منيعا" أمام مرور هذه المشاريع.
ودعت حركة Stop Pollution إلى كشف الأطراف المتواطئة من داخل الدّولة التونسية التي تقف وراء هذه المسائل، وعدم التّفريط في الثروة الطاقية للبلاد التونسية بأبخس الأثمان.
واعتبر دبيّة أنّ من دور الحركة إيصال المعلومة ونشر التفاصيل للمواطنين في ظلّ التعتيم وتضليل الرأي العامّ بشعارات الدّولة حول السيادة الوطنيّة، وهو الهدف الأساسي من الوقفة الاحتجاجيّة.
-أميرة الثعالبي-