أكّد المختص في السياسات التنموية حسين الرحيلي خلال تدخّله في برنامج "لوميدي2" اليوم الاثنين 20 مارس 2023، أنّ فشل السياسات التنموية في تونس يعود إلى اعادة نفس الأمور بنفس الطريقة ونفس الآليات وانتظار نتائج مخالفة وهو غباء وفق إنشتاين على حدّ قوله.
وأضاف الرحيلي أنّ الجميع أقر بفشل منوال التنمية المتبع في تونس، متابعا "سألت وزيرا في إحدى الحكومات السابقة عن معنى التنمية لكنه بكل تواضع لم يعطني مفموها للتنمية".
وتابع ضيف البرنامج قائلا إنّ هذا النمط غير موجود بل الأرقام التي يقدّمونها أرقام هلامية واليوم يقع انتاج نفس المنظومات السابقة التي تعود إلى عهد الرئيس الراحل زين العابدين بن علي والتي ورثها بدوره عن من سبقه، وبالتالي نجد أنفسنا نعيد نفس النمط.
وأفاد حسين الرحيلي بأنّ يمكن تقسيم مسار التنمية في تونس إلى أربعة محطات كبرى أولها مابين 1961 و1969 وهي تجربة التعاضد والتي تم تشوييها من طرف الحزب الاشتراكي الدستوري آنذاك، ثم انطلقت تونس في سياسة الانفتاح كمرحلة ثانية إلى حدود 1984، وكانت سنة 1978 كسنة انذار بفشل هذا الخيار بعد الخميس الأسود، ودخلت تونس بعده في أزمة هيكلية كبيرة تسببت في دخول صندوق النقد الدولي على الخط وجاء ببرنامج الإصلاح الهيكلي الذي انطلق بجملة من الشروط أفضت إلى امضاء اتفاقية شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
وتابع "منذ امضاء الشر اكة سنة 1995 وإلى حدود سنة 2010 جنت تونس ضربا لمقومات الانتاج خاصة في مجال صناعة النسيج وتحولت تونس بمقتضى هذه الاتفاقية إلى سوق استهلاك، وبعد سنة 2010 اعتمدت تونس على نفس المنوال ولم تختلف سوى آليات التطبيق وهذا ما تسبب في نتائج كارثية كارتفاع نسب الفقر وتعطل المصعد الاجتماعي".
وأشار المختص في السياسات التنموية حسين الرحيلي في ذات الإطار إلى أنّ الشعب التونسي تطلّع منذ سنة 2010 إلى شغل وحرية وكرامة وطنية وتغيير نمط التنمية، لكن هذا الأخير لم يتغيّر بل تغيّرت الأشخاص فقط وتم اعادة انتاج نفس الخيارات السابقة بنفس الآليات ونفس البرامج، وفق تعبيره.
كما كشف محدّثنا أنّه لم يسمع بنمط تنموي جديد من طرف رئيسة الحكومة أو رئيس الجمهورية، لافتا إلى المشاكل الموجودة في القطاع الطاقي والمواد الأولية والشبه مصنّعة التي تعمل على تحريك آليات الانتاج.
وأكّد أنّ الشعارات لا تنتج ثروة ولا تبني دولة ولا تٌدار الدول بالشعارات، مضيفا أنّ مخطط التنمية 2023/2025 مخطط غريب يرصد 39 مليار دينار استثمارات وتونس لها حوالي 20 مليار دينار عجز في الميزانية.
وقال ضيف البرنامج إنّ حكومة نجلاء بودن ليست إلا تواصلا للحكومات السابقة بدأ بالترويكا وصولا إلى اليوم نظرا لاعتماد نفس الخيارات والآليات، مشدّدا على أنّ المستثمرين لا يستثمرون في دولة تسيطر فيها البيروقراطية على كل المجالات، كما أنّه لا يمكن الحديث عن استثمارات أجنبية في ظل عدم الاستقرار السياسي وعدم وضوح الرؤية، على حدّ قوله.