أصدرت محكمة الناحية بالورديّة حكما قضائيا في حق أربعة مواطنين من منطقة الكبّاريّة بالعاصمة، بالسجن لمدة سنة على خلفيّة تهم الكيديّة تقدم بها عناصر أمنيّة نصّها "هضم جانب موظف" و"الاستعصاء"، ومن بين المتهمين أعضاء بجمعيّة جيل ضد التهميش.
كما قامت المحكمة الابتدائيّة بتونس 2 بالحكم بغرامة ماليّة في حق المدير التنفيذي للجمعيّة بتهمة "الإساءة للغير عبر شبكات الاتصال العموميّة ونسبة أمور غير قانونيّة لموظف" والتي تقدمت بها نفس الجهة، وتأتي هذه التهم على خلفية نشاط أعضاء الجمعيّة و تحملهم لمسؤولياتهم في رصد وتوثيق ونشر الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنين في الأحياء الشعبية، و تعود أطوار القضية وفق رئيس الجمعية "أحمد ساسي" إلى شهر جانفي 2023، حين "أقدم أعوان شرطة بزي مدني على الاعتداء على مواطن من منطقة الكبارية، الذي وبعد حملة تفقدية لبطاقات التعريف الوطنية، بمقهى في المنطقة وبسؤال المواطن على بطاقته فأجاب أنه في المنزل انهال أعوان من المركز الوطني بالكبارية منهم (رئيس المركز) على المواطن بسيل من الضرب المبرح والوحشي، باستعمال الغاز المسيل للدموع ليتم اقتياده إلى مركز الشرطة إثرها"
ووسط هذا المشهد الوحشي قام مواطنون بالتصوير وبتوثيق والتشهير بالاعتداءات التي طالت المواطن، لكن دولة البوليس أبت أن تتركهم في حال سبيلهم، وقامت بتتبعات عدلية ضدهم، ليتم التصريح بالحكم يوم 8 ماي 2023، حيث أصدرت محكمة الناحية بالورديّة حكما قضائيا في حق أربعة مواطنين ممن وثقوا الحادثة وضحية التعنيف، بالسجن لمدة سنة مع النفاذ العاجل، على خلفيّة تهم الكيديّة تقدم بها عناصر شرطة نصّها "هضم جانب موظف" و "الاستعصاء" ومن بين المتهمين أعضاء بجمعيّة جيل ضد التهميش، وقامت المحكمة الابتدائيّة بتونس 2 بالحكم بغرامة ماليّة في حق المدير التنفيذي للجمعيّة بتهمة "الإساءة للغير عبر شبكات الاتصال العموميّة ونسبة أمور غير قانونيّة لموظف".
وأوضح "أحمد ساسي" في تصريح لإذاعة... أن هذه الأحكام تزامنت مع حملات اعتقال ومداهمات عشوائية داخل العديد من الأحياء التي شنتها قوات الأمن إثر أعمال العنف التي جدت بملعب رادس في المباراة التي جمعت الترجي الرياضي التونسي بشبيبة القبائل الجزائري خلال مباراة إياب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا و حملات الاعتقالات التي طالت جماهير النادي الإفريقي خلال مباراة دربي العاصمة ، وخاصة أعضاء مجموعات الالتراس التابعة للمنعرجات الشمالية والجنوبية، والتي سجل فيها العديد من الخروقات لقانون الإيقاف وتجاوز للإجراءات القاضي العمل بها، إضافة إلى فسخ رسومات ال "غرافيتي" العائدة إلى هذه المجموعات، من على الجدران في الحي.
و يذكر أن جمعية جيل ضد التهميش شددت في بيان لها أمس الثلاثاء 16 ماي 2023 على أن " هذا التصعيد الأمني و العقاب الجماعي يذكر بممارسات المنظومات البوليسية التي مرّت على تونس والتي لم تعمل إلا على مزيد تأبيد الأزمات الاقتصاديّة والاجتماعيّة وتجعل من العدالة و الكرامة لأبناء الطبقات المفقرة والشعبيّة مجرد شعار يتردد صداه فقط داخل أسوار قصر قرطاج".
للشبان في الأحياء الشعبية شعور بأن "البوليس" يخنقهم وصما وإقصاء، إذ أنهم محل شك دائم ومستمر، ويتعزز هذا الشعور من خلال الحملات المتواصلة التي تقوم بها الشرطة للتثبت من الهويات، والتي عادة ما تستهدف جلها الأحياء الشعبية المفقرة، أو "النقاط السوداء" مثلها ارتأت تسميتها الصحافة والخطابات الرسمية.
لتقوم الشرطة بشكل روتني بتوقيف أشخاص للتثبت من هوياتهم، بقصد اصطياد المطلبين للعدالة منهم، أو لمجرد أن سحنة وجوههم تبدو مختلفة و طريقة مشي ولباس يوحيان بالانتماء لحي من الأحياء الشعبية على غرار حي الكبارية.