في أحد أحياء الضواحي النائية بتونس وعلى بعد حوالي 10 كم عن العاصمة ، ينشد سكان حي رشيدة 2 بالمروج 3 نغمة المساعدة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
منذ عام 2020، يصدح صوتهم المكتوم بنداء الاستغاثة إلى السلطات التونسية، يشتكون من الوضع الحياتي الرث والكارثي الذي يعيشون فيه.
اليوم، ونحن في منتصف عام 2023، تُقدم لكم إذاعة SonFM صفحة مظلمة من حياة 43 عائلة، لنلقِي نظرة تفصيلية على المأساة التي يعيشونها.
عبر تدوينة مؤثرة على موقع فيسبوك، نشرها أحد المواطنين المحاصرين في هذا الحي المهمش، العام الحالي، تبيّنت المعاناة اليومية والتحديات الهائلة التي يوجهونها سكان هذا الحي.
"وضعية كارثية، حي كامل يشمل 43 عائلة غارقة في وحل التهميش والانتماء"، كانت هذه هي كلماتهم المؤلمة التي تعكس حقيقة الحي المهمش.
رغم أن جميع المتساكنين حصلوا على شهائد ملكية صادرة عن بلدية المروج، إلا أن الوضعية المأساوية تفوق الوصف.
المعاناة ليست مجرد حديث فارغ، فقد تحصلت إذاعة SonFM على صُور ومقاطع فيديو حصرية توثق حقيقة هذا الحي المنكوب. من خلال هذه الصُور، يظهر الفقر الحقيقي للحي، حيث تتناقص الظروف الحياتية الأساسية مثل الصرف الصحي، والإنارة الخارجية، والمياه الصالحة للشراب التي تنبعث منها روح الحياة.
للتحقق من صحة ما ورد في تلك الشهادات المؤلمة، قام فريق صحفي بزيارة ميدانية إلى هذا الحي الهش وشاهد بأم عينه الحقائق المريرة.
شهادات المتساكنين وتفاصيل معاناتهم تتكشف أمام أعيننا، وتجعلنا ندرك حجم الإهمال والجحود الذي يتعرضون له.فالحقوق الأساسية المكفولة في الدستور، مثل الماء الصالح للشرب والإنارة الخارجية، غائبة تمامًا عن حياتهم اليومية.
حتى الأوساخ والرواسب تتراكم بسبب انعدام تجاوب السلطات المعنية تجاه هذا الحي المنكوب.
مع كل المحاولات للوصول إلى الجهات المعنية، يبدو الطريق أمامنا طويلاً ومظلمًا. واتصالاتنا بالبلدية والولاية بالجهة لم تجد إلا الجفاء والإهمال، حتى أنّ المسؤولة عن بلدية المروج، سهير قنزوعي، تتجنب الرد على المكالمات وتتهرب من التعليق عن هذا الموضوع.
لم يجد الفريق الصحفي لإذاعة SonFM، إجابات أو تعليقات رسمية حتى هذه اللحظة سواء من الولاية أو دائرة الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه، للاستفسار عن السبب وراء عطش 43 عائلة يقطنون بحي واحد رغم امتلاكهم للتراخيص الاّزمة، ولم نتحصل على رد لحد كتابة هذا المقال.
بعد نشر فريق إذاعة SonFM، لهذا المقال نعد بإرفاق تقرير مُصور في الأيام القادمة يضم شهادات المواطنين المكابرين ويكشف الحقيقة المرة التي يعيشونها مع أطفالهم.
في المقابل، ننتظر الرد من السلطات المعنية، وننتظر تحركًا فعليًا لتغيير حظوظ هؤلاء العائلات المنسية.
خاصة وأننا تواصلنا مع عثمان عبد الستار مدير دائرة الديوان الوطني للتطهير بالمروج مرجع نظر الحي المذكور، الذي أفاد بأن الديوان لا يمكنه الاستجابة لأي مطلب أو دراسة أي حالة سكنية تُقدم من قبل المواطنين في جهة لا تمتلك ماء صالحا للشراب حسب القانون، وفق تعبيره.
العالم خارج أبواب هذا الحي المهمش يحتضن تقدمًا ورفاهية، ولكن هؤلاء الناس يعيشون في متاهة من العتمة وحلقات اليأس.
وهذه الحالة المأساوية في حي رشيدة 2 تبرز ضرورة التدخل العاجل للسلطات للنظر في مشاكل الحي وتقديم الدعم والمساعدة المناسبة للسكان، كما تسلط الضوء على الحاجة إلى إصلاحات شاملة لتحسين البنية التحتية في المناطق المهمشة وضمان حياة كريمة لجميع المواطنين في تونس وهو حق مكفول بالدستور.