جدد الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي توفيق الشابي اليوم الجمعة 15 سبتمبر 2023 دعوته إلى مقاطعة الاستشارة الالكترونية لإصلاح التعليم “التي تم انطلاق العمل بها اليوم مثلما كان متوقعا معتبرا أن الغاية منها “سياسية بحتة.
وذكر توفيق الشابي في تصريح لإذاعة SonFM أنه لم يقع تشريك الطرف النقابي ولا أهل الاختصاص في اعداد محتوى هذه الاستشارة، على حد قوله.
وقد سبق أن أعلنت رئاسة الجمهورية عن تركيبة لجنة الإعداد لمشروع نص الاستشارة والتي يغيب عنها، وفق بيان الرئاسة، التمثيلية النقابية والمختصون في علوم التربية وعلم النفس التربوي ويطغى على تركيبتها ممثلو الوزارات على غرار الشؤون الدينية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والتشغيل إلى جانب مختصين في علم الاجتماع.
وتجدر الإشارة إلى أنه انطلق اليوم العمل بالمنصة الالكترونية المتعلقة بالاستشارة الوطنية حول إصلاح نظام التربية والتعليم والتي أعدتها وزارة التربية “ضمن مسعى لإرساء رؤية شاملة لإصلاح نظام التربية والتعليم بمختلف مراحله”، وفق ما جاء بموقع الإستشارة.
وتتركز الاستشارة الوطنية حول إصلاح نظام التربية والتعليم على 5 محاور كبرى وهي "التربية في مرحلة الطفولة المبكرة والاحاطة بالأسرة"، و"برامج التدريس ونظام التقويم والزمن المدرسي"، و"التنسيق بين أنظمة التربية والتكوين المهني والتعليم العالي والتكامل بينها"، و"جودة التدريس والتكنولوجيا الرقمية" و"تكافؤ الفرص والتعلّم مدى الحياة".
وستمتدّ الاستشارة الوطنية حول إصلاح نظام التربية والتعليم على مدى شهرين، وفق تصريح لوزير التربية محمد علي البوغديري.
وقد أشار وزير التربية في تصريح اعلامي سابق يعود إلى شهر جويلية 2023 إلى أن مخرجات الاستشارة الوطنية لإصلاح النظام التربوي ستكون ركيزة أساسية يعتمد عليها المجلس الأعلى للتربية والتعليم الذي سيقع إحداثه في الفترة المقبلة طبقا للفصل 135 من دستور 25 جويلية 2022، بهدف إصلاح المنظومة التربوية في تونس.
وفي هذا السياق قال الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي أن الطرف السياسي أقدم على خطوة ارتجالية، معبرا عن تخوفه من أن يكون محتواها مجرد ذر رماد على الأعين لتمرير قوانين جاهزة مسبقا، شأن سابقتها، وفق تعبيره.
ويذكر في هذا الإطار أن تونس عاشت على وقع استشارة وطنية سنة 2022 شارك فيها أقل من 7 بالمائة من جملة 8 مليون ناخب مسجل، وهي نسبة مشاركة تعتبر ضعيفة مقارنة بوزنها في المشهد السياسي.
ومع غياب سياسة اتصالية واضحة لوزارة التربية بخصوص استشارة اصلاح التعليم يبقى السؤال مطروحا، إذ كانت ستلاقي نفس مصير الإستشارة الوطنية ، خاصة وأنها يمكن أن تكون مشروعا جاهزا مسبقا يبحث عن المشروعية، وفق ما عبر عنه توفيق الشابي الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي.
هذا ويرى متابعون أن الإستشارة الوطنية لإصلاح التعليم يمكن أن تتحول مخرجاتها إلى طريقة أخرى من الطرق متعددة الأوجه التي يحاول بها رئيس الجمهورية قيس سعيد فرض رؤيته وتوجهاته على البلاد شيبا وشبابا وربما أطفالا.
تصريح الكاتب العام المساعد للجامعة العامة للتعليم الأساسي توفيق الشابي