شهد ميناء سيدي بوسعيد حادثة استهدفت أكبر سفن أسطول الصمود المغاربي، "سفينة فاميلي"، حيث اندلع حريق كبير في القارب قبيل الانطلاق الرسمي للأسطول المقرّر في اليوم الموالي على الساعة الرابعة مساءً. ورغم محاولة السلطات التقليل من الحادث باعتباره "حريقًا عرضيًا"، فإنّ الشهادات والصور تؤكد وجود أضرار جسيمة، ما أثار الكثير من التساؤلات حول خلفياته.
تفاصيل الحادثة ومعطيات موثّقة
الدكتور محمد أمين بالنور، طبيب وعضو هيئة تسيير أسطول الصمود المغاربي، أوضح في تصريحاته على موجات إذاعة Son FM أنّ الهيئة تحوّلت مباشرة إلى القارب المتضرر، مؤكّدًا أنّ " كاميرا التسجيل على القارب أظهرت بوضوح هبوط جسم محترق ". وأضاف أنّ كل المعطيات المجمّعة، من تسجيلات الفيديو وشهادات الشهود، قد قُدّمت إلى الفرق التونسية المختصّة بمختلف تشكيلاتها، مشددًا على أنّ الهيئة "كلها ثقة في السلطات الوطنية ".
تشابه مع هجمات في غزة
بن النور، الذي كان شاهد عيان على أحداث مماثلة في غزة خلال فترة إقامته هناك، أشار إلى أنّ ما حصل في سيدي بوسعيد يُذكّره بما يسميه الغزاويون "القنابل المحترقة"، وهي مرحلة أولى في عمليات القصف. وأكد أنّه في انتظار التقرير الرسمي والنهائي للسلطات التونسية لتحديد حقيقة ما جرى.
إصرار متزايد على المضيّ قدماً
ورغم تداعيات الحادثة التي قد تؤثر على روزنامة الانطلاق، يرى بن النور أنّ لهذا الهجوم مفعولًا عكسيًا، حيث قال: " هذا الهجوم الدنيء لن يزيد كل المشاركين من أحرار العالم إلا إصرارًا على الإبحار لكسر الحصار ".
دعوة إلى الدعم الشعبي
وفي ختام تصريحاته، دعا بن النور التونسيين إلى الحضور بكثافة ومساندة الأسطول، قائلاً: " من حضور التونسيين ودعمهم للأسطول أن يجعلوا من خروج الأسطول رسالة للسفاح العالمي أننا على العهد في جانب المظلومين ".
بهذا، يتحوّل حادث الحريق من محاولة تعطيل إلى رسالة مضاعفة من أسطول الصمود، عنوانها التمسك بالحرية والوقوف إلى جانب الشعوب المقهورة.