أكّدت أستاذة اللغة الألمانية ورئيسة قسم اللغات بمعهد بورقيبة للغات الحية، لمياء شورو، لدى حضورها ببرنامج Campus، اليوم الاثنين 25 مارس 2024، أنّ الإقبال في عدد المسجّلين بالمعهد يشهد تزايدا سنويا، ما يضطرّهم لإيقاف التسجيل أحيانا لعدم توفّر أماكن شاغرة أو أساتذة، وفق تعبيرها.
وذكرت الأستاذة، أنّ عدد المسجّلين لدراسة اللّغة الانجليزية تجاوز الـ 2000 طالب، كما شهد عدد المسجلين في اللغات الآسيوية ارتفاعا، إذ يتراوح عدد المسجلين في اللغة اليابانية مثلا، بين الـ 80 والـ 90 طالب في السنة.
كما أنّ الإقبال على تعلّم اللغة العربية من الأجانب تزايد، بتسجيل 1000 طالب في هذه السنة، حسب ما صرّحت به لمياء شورو.
ويذكر أنّ معهد بورقيبة للغات الحية والذي يعرف بـ "بورقيبة سكول" هو أوّل معهد في شمال إفريقيا لتدريس اللغات، وأول معهد لتدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.
وهو مؤسّسة عومية تحت إشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي منذ 1964.
وأفادت شورو أنّ المعهد يقدّم 11 لغة أهمّها من ناحية عدد المسجّلين، الانجليزية والفرنسية، ثم الألمانية، فالإيطالية، تليها الإسبانية ثم اليابانية والكورية والتركية والصينية والرومانية والروسية.
وأضافت الأستاذة أنّ الدروس موجهة لكل التونسيين، أو الأجانب من حاملي شهادة الإقامة، ممّن لا يقلّ سنّهم عن الـ 15 عاما.
وأضافت شورو أنّ عمليّة التسجيل بالمعهد تكون عن بعد عبر الموقع الرسمي لبورقيبة سكول، من بداية السنة الدراسية، أي منذ شهر سبتمبر، ويمتدّ التسجيل لمدّة شهر.
ويتمّ دفع معلوم سنوي رمزي بقيمة 120 دينار تونسي بالنسبة للدروس المختلفة التي يقدمها المعهد بمعدل 4 ساعات في الأسبوع لأي لغة.
وبالنسبة للدروس نصف المكثفة، يتم تدريسها بمعدّل 8 ساعات في الأسبوع، ليبلغ سعرها 240 دينارا في السنة، وهي الدروس التي تخصّ كل من اللغة الألمانية والإنجليزية والإيطالية والإسبانية.
أمّا بالنسبة للدروس المكثفة والمقدّمة في اللغة الفرنسية، تدرّس بمعدّل 16 ساعة في الأسبوع، لتبلغ قيمتها الماديّة 480 دينار تونسي سنويا.
وذكرت شورو أنّ معاليم الدّفع بالمناطق الدّاخلية أقلّ كلفة مقارنة بمعاليم التسجيل بتونس العاصمة، و تتراوح بين الـ 70 و80 دينار تونسي، في السنة.
كما أشارت ضيفة البرنامج إلى أنّ معهد بورقيبة للغات الحية يملك 17 فرعا بكامل تراب الجمهورية على غرار المقرّ الرّئيسي المتواجد بشارع الحرية والمقر الرئيسي للغة الانجليزية بنهج سوريا في تونس العاصمة، تقدّم كلّها برامج موحّدة.
وأفادت لمياء شورو بأنّ التكوين في اللغات بمعهد بورقيبة للغات الحية يختلف عن بيداغوجيا التعليم العادي (الابتدائي والأساسي والثانوي)، وذلك من خلال التركيز على التواصل الشفوي أكثر من التعليم العادي، نظرا لصغر مجموعات المتعلمين التي لا تتجاوز الـ 15 طالبا عادة، بالإضافة إلى التكوين الكتابي والإلمام بجميع المكتسبات.
وأكّدت شورو على أنّ المعهد يملك نخبة من الأساتذة التونسيين من ذوي الخبرة في اللّغات المتداوله كالفرنسية والإنجليزية، وهم من المتحصّلين على الأستاذية باعتبار أنّ ذلك، يعدّ أهمّ شرط من شروط انتداب الأساتذة بالمعهد.
من جهة أخرى، أشارت شورو إلى أنّ الشراكة القائمة بين المعهد والوكالتين اليابانية والكورية للتعاون الدولي ساعدت على تيسير الصعوبة في إيجاد مختصين لتدريس اللغات الآسيوية، وذلك من خلال توفير أساتذة متطوعين، تكون لغتهم الأمّ الكورية واليابانية ومختصين في تدريس لغاتهم.
وفي نفس الإطار صرّحت شورو بأن معهد بورقيبة للغات الحية متحصّل على الإشهاد من المركز الثقافي الذي يعنى بالثقافة واللغة اليابانية، وهو ما يفتح المجال لتنظيم اختبار كفاءة في اللغة اليابانية في شهر ديسمبر من كلّ سنة، بالشراكة مع هذه المؤسسة.
كما أضافت أنّ الاختبار لا يقتصر على طلبة المعهد فقط، بل هو مفتوح لأي شخص متمكن من اللغة اليابانية ويرغب في تحديد مستواه واختبار قدراته في اللغة، عبر الانضمام والتسجيل في شهر سبتمبر لاجتياز الاختبار العالمي في شهر ديسمبر.
وفسّرت شورو بأنه يتمّ إرسال الاختبارات المجتازة ليقع إصلاحها في اليابان ثمّ تعاد إلى تونس وتظهر النتيجة في شهر مارس، قبل تكريم الناجحين بالتعاون مع سفارة اليابان.
وكشفت رئيسة قسم اللغات بالمعهد، أنّ المؤسسة اليابانية اختارت معهد بورقيبة للغات الحية نظرا لكفاءة أساتذته وجديتهم وانضباطهم وسرّيتهم.
وعلى غرار الدروس العادية، قالت شورو بأنّ معهد بورقيبة للغات الحية يقدم دورات مكثفة في شهر جويلية بتونس العاصمة وكل فروع المعهد بالجمهورية، تخصّص للتلاميذ والطلبة، بصفة يومية من الاثنين إلى الجمعة، بمعدل 4 ساعات يوميا و80 ساعة في الشهر.
ويتمّ التسجيل بهذه الدورات الصيفية منذ بداية شهر جوان من السنة.
هذا وشدّدت شورو على أهمية تعلّم اللغات معتبرة أنّ اللغة من أهمّ وسائل التواصل علاوة على أنّها تفتح آفاقا عديدة في العمل والدراسة وعلى مستوى مسيرة الفرد وتنمّي الفكر وتعمل على تطويره.