قال عضو الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالأشخاص قيس بوزيان في تصريح لإذاعة Son fm أن الهيئة سجلت 1100 حالة ضحايا اتجار بالبشر من بينهم 50 بالمائة أطفال ضحايا استغلال أنشطة هامشية كالتسول، والعمالة المنزلية وتشغيل القصر والعمل القسري، مشيرا إلى وجود حالات لضحايا استغلال جنسي.
وأكد محدثنا أن أكثر من نصف عدد الحالات من الأجانب وثلثي العدد من النساء، وأوضح بوزيان أن أشكال الاستغلال المتواجدة في تونس هي بالأساس استغلال اقتصادي وجنسي وصولا إلى 26 حالة بيع لرضع وأطفال سواء مولودين في إطار الزواج أو في غير إطاره وذلك بغاية تسليمهم سريا لعائلات تريد تبنيهم لكن دون المرور بالجهات القانونية القائمة على هذه العملية.
وتقوم الهيئة عن طريق آلية الإحالة الوطنية التي تنتهجها بتلقي الاشعارات بصفة مباشرة أو عن طريق وزارة الداخلية ومندوبي حماية الطفولة ومتفقدي الشغل والذين يتعهدون بالقضية من ثم يتم إشعار الهيئة التي بدورها تعمل على تقييم حاجيات الضحية وتتعهد بتقديم الدعم الطبي والنفسي والقانوني وتوفير الإيواء الآمن لهم، وهو ما ينص عليه القانون عدد 61 لسنة 2016.
كما تعمل الهيئة وفق بوزيان على إعادة تأهيل ضحايا الإتجار بالبشر وإعادة إدماج في عائلاتهم أو في عائلات بديلة تضمن حقوقهم وتحميهم، وتقوم الهيئة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر بتمكين الضحايا من بعض المشاريع الاقتصادية.
وفيما يتعلق بالضحايا من الأجانب، تعمل الهيئة على توفير المتابعة القضائية والعودة الطوعية إلى بلدانهم.
وتعتبر تونس من البلدان السباقة في إبطال العبودية والاتجار بالبشر، وتاريخيا، أصدرت البلاد التونسية مرسوما في منتصف القرن التاسع عشر، وفي سنة 2018 تحصلت تونس على الوثائق الرسمية الخاصة بتسجيل قرارها بإلغاء العبودية بـ"ذاكرة العالم" من قبل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونيسكو".
والجدير بالذكر في هذا الإطار، أنه بتاريخ 23 جانفي من عام 1846 أصدر أحمد باشا باي قرارا يلغي العبودية والرق بصورة نهائية وبطريقة رسمية في البلاد.
وقبل قرار القضاء على الرِّق في تونس، أصدر أحمد باي الأول 6 سبتمبر 1841 مرسوما يقضي بمنع الاتجار بالعبيد وبيعهم في الأسواق، وأمر آنذاك بهدم الدكاكين الخاصة ببيع العبيد.
وفي ديسمبر 1842، أصدر أحمد باي أمرا يعتبر أن من يولد على التراب التونسي حرا ولا يباع ولا يشترى، ثم أصدر أمرا يقضي بعتق جميع العبيد في البلاد وإبطال العبودية نهائيا يوم 23 جانفي 1846.