مع توسع دائرة الجامعات في تونس وازدياد عدد الطلبة، أصبحت مشكلة السكن الجامعي تمثل تحدياً متنامياً للطلبة في مختلف المدن بالبلاد، ولم يعد هذا التحدي مقتصراً على العاصمة فقط، بل تفشى إلى مناطق أخرى، حيث يعاني الطلبة من تقلص في الخيارات المتاحة وارتفاع كبير في تكاليف السكن.
إلى جانب هذا، ظهرت قضايا أخرى تضاف إلى التحديات المعروفة مثل التحيل والتحرش، وهو ما رصدته SonFM، في مجموعات البحث عن سكن في منصات التواصل الاجتماعي.
رحلة البحث عن سكن تتضمن مشاكل متعددة تتراوح بين الأمان والصراع مع الغش والتحيل، فمع ارتفاع الطلب على السكن الجامعي، انتشرت حالات التحيل حيث يعرض بعض الأفراد شققاً ومساكن غير ملائمة بأسعار مرتفعة جداً، مستغلين حاجة الطلبة وقلة الخيارات المتاحة.
هذه الحالات تفاقمت بشكل خاص مع توسع تواجد الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، حيث يصعب على الطلبة تمييز العروض الحقيقية من الوهمية، حسب شهادات طلبة لـ SonFM.
بالإضافة إلى ذلك، تتصاعد حالات التحرش الجنسي في بيئة البحث عن سكن، إذ تعتبر بعض الطالبات أنهن أكثر عرضة لخطر التحرش في بيئة السكن الخارجية مقارنة بالمبيتات الجامعية، وهذا ما يدفعهن للبحث عن خيارات أكثر أماناً.
وبخصوص السكن الجامعي الخاص، تظهر تحديات متعددة تمثلت في ارتفاع تكاليف الإيجارات والمبالغ المطلوبة للخدمات الإضافية مثل الصيانة والأثاث، وينظر أصحاب المنازل الجامعية الخاصة إلى هذه العملية على أنها فرصة لتحقيق أرباح مالية أكبر، مما يضع بعضهم تحت مجهر الشك، خاصة عند تقديمهم لخدمات غير ملائمة للطلبة.
بالتالي، بإن مشكلة السكن الجامعي في تونس تتجاوز مجرد توفير مساكن بأسعار معقولة، فهي تتضمن جوانب أمان وحقوق طلبة المسكن والتحديات المحيطة بالبيئة السكنية نفسها.