بدأت عدد من دول العالم خطوات عملية لإجلاء رعاياها من السودان خلال الهدنة المعلنة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي بدأت أمس الجمعة رغم خرقها مجددا السبت من قبل طرفي الصراع.
رغم إقرار هدنة إنسانية في السودان لمدة 72 ساعة أمس الجمعة 21 أفريل 2023، إلا أن الصراع احتدم بين طرفي الصراع وتم خرقها ما جعل دول عربية على غرار الأردن والعراق تسارع لإجلاء رعاياها اليوم السبت 22 أفريل 2023.
وقالت وزارة الخارجية الأردنية إنها بدأت تنفيذ خطة لإجلاء المواطنين الأردنيين الموجودين في السودان.
في وقت أفادت فيه وزارة الخارجية العراقية إنها تنسق مع عدد من الدول لإجلاء
الرعايا العراقيين في السودان.
من جانبه، أكد الجيش السوداني إنه تم إجلاء البعثة الدبلوماسية السعودية إلى مدينة بورتسودان برًا ومنها إلى جدة جوًا، وأضاف أنه سيتم في وقت لاحق تأمين إجلاء البعثة الأردنية إلى الأردن بنفس الطريقة.
مساعي أجنبية للإجلاء:
انطلقت عدة دول في بذل جهود مكثفة لنقل رعاياها من السودان في ظل استمرار المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، إذ أفادت وسائل إعلام كورية جنوبية بوصول طائرة نقل عسكرية كورية جنوبية إلى جيبوتي لإجلاء رعاياها من السودان.
وفي اليابان، غادرت طائرة نقل عسكرية تابعة لقوة الدفاع الذاتي الجوية اليابانية قاعدة كوماكي الجوية متوجهة إلى جيبوتي استعدادا لإجلاء المواطنين اليابانيين من السودان.
وكان مسئول أوروبي تحدث لوكالة فرنس براس عن محاولة تنسيق عملية إجلاء محتملة لمواطنيه من السودان، وأضاف أن الأوضاع الأمنية الحالية لا تساعد على المضي قدما في مثل هذه العملية التي تحتاج إلى وقف إطلاق نار لمدة 3 أيام.
ويشار إلى أن ألمانيا تراجعت يوم الأربعاء الماضي عن محاولة لإجلاء مواطنيها من السودان، وفق أسبوعية "دير شبيغل" الألمانية التي ذكرت أن 3 طائرات شحن عسكرية كانت متجهة إلى السودان، لكن أوامر صدرت بالتحلي عن المهمة.
وقال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس إن بلاده جهزت طائرتين عسكريتين لإجلاء رعاياها ومواطنين من جنسيات أخرى عالقين في السودان.
ويذكر أن الجيش وقوات الدعم السريع وافقا أمس الجمعة على هدنة مؤقتة مدتها 3 أيام لتوفير ممرات آمنة..
وقد اتهم الناطق الرسمي باسم الجيش قوات الدعم السريع بخرق الهدنة، مشيرا إلى إنها هاجمت قيادة الجيش والقصر الرئاسي، واحتلت مراكز الشرطة.
في وقت أكدت فيه قوات الدعم السريع -في وقت متأخر أمس الجمعة - إنها مستعدة لفتح جميع مطارات البلاد بشكل جزئي حتى تتمكن الحكومات الأجنبية من إجلاء رعاياه.
وقالت منظمة الصحة العالمية أمس إن 413 شخصا لقوا حتفهم كما أصيب 3551 منذ اندلاع القتال في السودان قبل 6 أيام، ومن بين القتلى خمسة على الأقل من موظفي الإغاثة.
و تجدر الإشارة إلى الخارجية التونسية قد أصدرت بلاغا واحدا منذ ستة أيام بخصوص الجالية التونسية في السودان، قالت فيه أن وزير الخارجية نبيل عمّار، أجرى مكالمة هاتفية مع البعثة الدبلوماسية لتونس بالخرطوم، للاطلاع على أوضاع الجالية التونسية المقيمة بالسودان و الاطمئنان على ظروف إقامتها، وفق البلاغ.
ووجّه وزير الخارجية أفراد البعثة إلى أهمية تأمين التواصل المستمر مع أفراد جالية والإنصات لها ولما قد تتعرض له من صعوبات و مد يد المساعدة لها عند الاقتضاء، مؤكدا على أهمية التحلي بالحيطة والحذر واتخاذ الإجراءات المتاحة لتأمين مقر البعثة الدبلوماسية بالخرطوم
و للتذكير فإن عدد أفراد الجالية بالسودان، يقدر ب 110 فرد ، أغلبهم من الإطارات العليا بالمنظمات الإقليمية والدولية.
وفي ظل توتر الأوضاع في السودان تلتزم الخارجية التونسية الصمت لتغيب بلاغات للطمأنة أو للتوضيح مع تغييب أي توضيح أو معلومة يمكن أن يساهم تهدئة العائلات التونسية التي لديها أفراد منها في السودان.