في تطور علمي غير مسبوق، تمكن العلماء من تحقيق نجاح باهر في نمو الكُليتين البشرية داخل جسد الخنازير. تمت هذه الخطوة البحثية من خلال إنشاء أجنة مشتركة تحتوي على خلايا بشرية وخنزير، ثم تم نقل هذه الأجنة إلى أمهات خنازير بديلة. وخلال فترة 28 يوماً، أظهرت الكُليتين البشرية التي كانت تتطور نموًا طبيعيًا وتكوينًا طبيعيًا للأنابيب.
يعد هذا البحث الأول من نوعه على مستوى العالم حيث تم نمو عضو بشري صلب داخل جنين آخر من نوع مختلف، وتم تحقيق ذلك في اليوم الثامن والعشرين من الحمل.
قاد العلماء الصينيون هذه الدراسة الرائدة، وأحرزوا رقماً قياسياً عالمياً من خلال هذا الإنجاز. وكان من بين الفرق البحثية التي شاركت في هذا المشروع، فريق بقيادة ميغيل إستيبان وزملائه في مدينة قوانغتشو، حيث تمكنوا من إنشاء أجنة مختلطة زُرعت داخل الخنازير، مما أدى إلى نمو كليتين تحتويان على أكثر من 50% من الخلايا البشرية. يعد هذا التطور خطوة مهمة قد تغير وجه علم زرع الأعضاء بشكل جذري، حيث يمكن أن يساهم في تخفيف النقص الحاد في الأعضاء المتبرع بها لزرع الأعضاء.
أظهرت نتائج البحث أن الأجنة المستحصدة تحتوي على هياكل كلوية متوسطة الحجم مشتركة بين الإنسان والخنزير خلال الـ28 يوماً، وكانت خلايا التبرع البشرية قادرة على التحول إلى خلايا وظيفية. وقد يفتح هذا البحث الأبواب أمام إنتاج أجزاء جسدية حيوية بدلاً من الانتظار للحصول على أعضاء من المتبرعين، مما قد ينقذ العديد من الأرواح في المستقبل.
يمثل هذا الإنجاز قفزة واعدة نحو معالجة التحديات التي تواجه زرع الأعضاء، ويسلط الضوء على التفاعل الدقيق بين خلايا الإنسان والخنزير في بيئة مراقبة، مما يوسع الأفق لما يمكن تحقيقه في ميدان الطب التجديدي وزرع الأعضاء.