×
×

نسرين بن بلقاسم: تعزيز الشعور بالانتماء بيدأ من تغيير سياسات الدولة!


آمنة السلطاني
آمنة السلطاني
نشر في 2023/04/14 13:10
TT
11

قالت الباحثة في علم الإجتماع نسرين بن بلقاسم أثناء مداخلة لها في برنامج المرايا، اليوم الخميس 13 أفريل 2023، بشأن موضوع الانتماء عند المواطن التونسي أنّه لم نعد نولي الأعياد الوطنية الأهميّة الكافية مما جعل الأجيال الجديدة لا تعي قيمة هذا المفهوم ولا تعرف تاريخ البلاد وهذا يرجع لدور العائلة والمدرسة ونظام الدولة الذي يعمد إلى تهميش هذه المناسبات.

وضربت الباحثة في ذلك مثال المهاجرين غير النظاميين الذين يعبر جزء منهم عن كرههم لبلادهم وعدم رغبتهم في العودة بالإضافة إلى تشجيع بعض العائلات لأبنائهم على الهجرة وبالتالي فإنّ الطفل منذ نشأته يتربّى في ظل ظروف صعبة وفي ظل وسط عائلي ومدرسي يدعم الاحساس بالكره للوطن.

ونوّهت الباحثة إلى أنّ الضغط النفسي والاجتماعي بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية وأزمة انقطاع بعض المواد الغذائية جعل المواطن يعيش حالة يأس.. لكن هناك بعض الأحداث التي تجعل الإحساس بالوطنية يطفو على السطح، عند الأحداث الرياضية مثلا أو عند الأعياد وفي الأزمات التي تعزز التضامن الاجتماعي..

وأشارت بن بلقاسم إلى أنّ بعض المؤسسات التربوية تخلت عن تحيّة العلم بالإضافة إلى تراجع اهتمام التلميذ التونسي بمادّة التاريخ نظرا لطريقة التدريس والمناهج التي يجب أن تتغيّر لأنّها تعتمد كمّا هائلا من المعلومات دون أن تقدّم الإفادة الفعلية.

وهذا ما يفسر كره بعض التلاميذ للمدرسة وانقطاعهم المبكر عن التعليم، دون التفكير في حل جذري من قبل الدولة لهذه الظاهرة ناهيك عن غياب الإحاطة لهؤلاء التلاميذ المنقطعين عن الدراسة ما يجعلهم عرضة للانحراف وللهجرة غير النظامية وللشعور بعدم الانتماء..

ونوّهت نسرين بن بلقاسم إلى أنّ الهجرة اليوم لا تقتصر على شرائح معينة فقط وإنّما تشمل الكفاءات أيضا، باعتبار أنّ بعض الأساتذة الجامعيين مثلا الذين طالبوا بحقوقهم تعرضو للعنف وعدم احترام كفاءتهم العلمية وحقهم المهني.

وشددت الباحثة على أنّ المواطن الذي لا يحس بالانتماء، هو مواطن دون هوية، مثله كمثل الأطفال فاقدي السند والمولودين خارج إطار الزواج باعتبار أن هذه الفئات تعاني الرفض من قبل عائلاتهم ومن قبل المجتمع ويعيشون أزمة هوية.

وأوصت بن بلقاسم أنّه من الضروري تغيير العقلية في تونس من أجل قبول الآخر، والقضاء على التمييز وهذا يبدأ من التربية والعائلة والمدرسة ومن تغيير سياسات الدولة التي تخلق التمييز على مستوى التنمية والحقوق.


مقالات ذات صلة

من نحن ؟

"SON FM" هي إذاعة قرب تونسية جمعياتية جامعة وإيجابية

تابعونا

2024 © كل الحقوق محفوظة. تصميم و تطوير الموقع من قبل CreaWorld