ظهور القمل بين أفراد العائلات يعد مشكلة شائعة وتؤثر على الأفراد وراحتهم الشخصية في مختلف أنحاء العالم.
وفي البلاد التونسية، كانت هناك حاجة ملحة لتوفير خدمات علاج فعالة لهذه المشكلة.
في هذا السياق، ظهر Poukao كمركز مختص ومبتكر في علاج القمل في تونس، حيث يجمع بين التكنولوجيا الحديثة والموروث التقليدي التونسي.
تحدثت رئيسة المركز، يسرى بكوش، في مقابلة مع SonFM، عن أهمية Poukao وخدماته الفعالة والآمن، خاصة وأنه يعد حل مبتكر وفريد للتخلص من مشكلة القمل المزعجة.
في هذا المقال، سنتعرف على قصة Poukao وأهمية حل مشكلة القمل للصحة والراحة الشخصية.
في حديثها ل SonFM، قالت باعثة مشروع Poukao بأنها فخورة بأن تكون أول مركز متخصص في تونس لعلاج القمل والصئبان.
ويعكس هذا الانجاز التزامها بتوفير حلول فعالة ومبتكرة لهذه المشكلة الشائعة في المجتمعات.
في بداية المشروع، قامت المؤسسة يسرى بكوش بصقل معرفتها فيما يتعلق بمهارات ريادة الأعمال من خلال تواصلها مع مراكز مماثلة لفكرتها في أوروبا من أجل تنفيذ وتطبيق فكرتها على أرض الواقع.
فتقول يسرى "عندما تكونت الفكرة في ذهني، قمت بالتواصل مع عدد من المراكز الموجودة في فرنسا وشاركت في دورات تدريبية سواء عبر الإنترنت أو حضورا مباشرا، لأتدرب على أساليب المعالجة المناسبة، ومن بين أولئك الذين كانوا يشجعونني، كانت عائلتي."
واجهت محدثتنا بعض الانتقادات بسبب الاعتقادات السائدة بأن القمل قد اندثر ولم يعد له وجود، وبالتالي لا يمكن أن يكون المشروع ناجحا، حسب بعض الآراء، إلا أن يسرى كانت مصممة على المضي قدما وهي تؤمن بأن القمل لن يختفي إلا عندما يندثر البشرية، وفقا لتعبيرها.
وبعد سنوات من العمل والبحث الجاد، ولد Poukao في منصف عام 2021.
وعندما تحدثت عن بداياتها، شاركتنا يسرى بأنها كانت تتنقل إلى المصابين بالقمل إلى منازلهم، ثم قامت بتطوير الأجهزة والمعدات وأنشأت مركزها الخاص.
وأكدت المتحدثة، أن مشكلة القمل منتشرة في تونس بشكل واسع وتؤثر على الأفراد من جميع الأعمار، وتسبب الحكة والإزعاج والتوتر النفسي، إلا أن العديد منهم يخفون ذلك خجلا من المجتمع، وفق تعبيرها.
وترى بكوش أن هذه المشكلة نادرا ما يتم الحديث عنها في مجتمعنا التونسي، نظرا للمفاهيم الخاطئة التي تتعلق بالموضوع مثل أن القمل يأتي من الأوساخ وقلة النظافة، غير أن الحقيقة تكمن في أن السبب الرئيس لانتقال القمل من شخص إلى آخر هو العدوى، إضافة إلى أنه سريع الانتشار بين الأفراد المقربين.
كما أنه عبارة عن طفيلي يبحث عن موطن للتعشيش، ويجد في فروة الرأس البشرية مكان مناسب للعيش والتكاثر.
تأسس مركز Poukao برؤية واضحة وهي توفير حلول فعالة وآمنة لعلاج القمل وحشرات الشعر.
وتعمل استراتيجيات المركز على التركيز على الابتكار والجودة في تقديم الخدمة.
ويتكون فريق Poukao من مجموعة من المتخصصين في مجال علاج القمل، مما يساعد في نتائج ممتازة، وفق ما أفادت به صاحبة المشروع.
فيما يتعلق بطريقة العمل، أفادت صاحبة المشروع أن مراحل العمل تتكون من جزئيين.
في الجزء الأول، يتم استخدام شافط كهربائيا ومشطا مكبرا لفروة الرأس شبيه بتفلية الرأس فيالموروث الشعبي.
أما الجزء الثاني، فيتم تنفيذه بعد سبعة أيام لغرض المراجعة والتحقق.
يترتب على نجاح Poukao العديد من الآثار الإيجابية.
بشكل مباشر، يتيح المركز التخلص السريع والفعال من القمل والصئبان، مما يساهم في تحسين صحة الأفراد وراحتهم الشخصية.
كما أنه يقلل من انتشار الأمراض المرتبطة بالقمل والصئبان، مما يحسن الحالة الصحية للمجتمع بشكل عام.
من الناحية الاقتصادية، يساهم Poukao في خلق فرص عمل جديدة.
ويتطلب تشغيل المركز وجود فريق متخصص ومؤهل في مجال علاج القمل والصئبان، وبالتالي يعمل على تعزيز الحماية الصحية في تونس وتوفير فرص عمل للعديد من الأشخاص.
وشددت يسرى بكوش على أن Poukao يسعى للتوسع والتطوير المستقبلي.
وقد يتضمن ذلك فتح فروع إضافية في مناطق مختلفة من تونس، وتوسيع نطاق الخدمات المقدمة لتشمل المزيد من المشاكل الشبيهة الأخرى.
كما أنه من المهم أن يستمر Poukao في تعزيز التوعية والتثقيف بشأن القمل، للمساهمة في تحسين الوعي العام والمحافظة على صحة المجتمع وبالأخص صحة الأطفال داخل المؤسسات التعليمية.
وفق شهادات رواد هذا المركز يعمل على توفير حلول فعالة وآمنة لهذه المشكلة المستعصية، ويساهم في تقليل انتشار الأمراض المرتبطة بها.