تعيش جزيرة قرقنة من ولاية صفاقس منذ مساء أمس الخميس على وقع عزلة تامة على إثر توقّف السفرات البحرية التي تربط بين الجزيرة وولاية صفاقس بعد أن أقدم البحارة "أصحاب مراكب الصيد بالكيس" على غلق ميناء سيدي يوسف بقرقنة باستعمال مراكبهم، احتجاجا على منعهم من الصيد في إطار إجراءات منع الصيد العشوائي وتضامنا مع أحد البحارة الذي تعرض للعنف، وفي تفاصيل الحادثة قال الناشط البيئي بالجزيرة غسان الشلي في تصريح لإذاعة Son fm ان أعوان الحرس الوطني قاموا بإيقاف أحد البحارة والاعتداء عليه بالعنف الشديد قصد منعه من مزاولة نشاطه في إطار الصيد البحري.
وأشار الشلي أن الدولة لم تعالج هذه المشكلة بطريقة جذرية ولم تتعامل معها بشكل جدي ما تسبب في تكرار هذه السيناريوهات في جزيرة قرقنة منذ سنوات.
وقال الشلي: "الجزيرة بصدد دفع ضريبة اجتياز الحدود، ومن أجل حماية حدود إيطاليا تعيش قرقنة حالة من العزلة".
ووفق وسائل إعلام محلية، تسبب هذا الغلق بتعطل العودة المدرسية اليوم الجمعة، بنسبة 80%، في الإعدادي والثانوي، بسبب عدم توفّر حافلات النقل المدرسي لتأمين نقل التلاميذ، كما لم يتوفّر أطباء الاختصاص بمستشفى سليم الحضري بقرقنة، كما افرزت هذه الحادثة تشكّل طوابير طويلة من السيارات في المحطة البحرية بصفاقس وتعطل مصالح المسافرين.
من جهته أكد المعتمد الأول المكلف بتسيير شؤون ولاية صفاقس الحبيب بلغوثي، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، بأن السلط الجهوية والأمنية تتابع مسألة تعطل رحلات المسافرين بين قرقنة وصفاقس وهي بصدد التفاوض مع البحارة الذين قاموا بإغلاق مدخل الميناء وتحاول إقناعهم بفتح الطريق المغلق عن طريق سفن نقل المسافرين "اللود".
وقال بلغوثي "في حال عدم التفاعل مع قرار الحرس الوطني والاستجابة له من طرف المحتجين، سنضطر إلى تطبيق القانون وتفعيل دور النيابة العمومية قصد إعادة الرحلات إلى سيرها العادي وفتح المجال للأشخاص العالقين في كل من صفاقس وقرقنة".
ووصف المعتمد الأول عملية الاحتجاج عن طريق غلق الميناء ومنع باخرة اللود من المرور بـ"الاحتجاز"، في إشارة منه إلى بقاء المواطنين عالقين في كل من ميناء سيدي يوسف بقرقنة والمحطة البحرية بصفاقس.
وخلف الوضع الحالي حالة من الاستياء في صفوف أهالي قرقنة العالقين في محطة اللود، وتعالت أصوات عدد من أهالي الجزيرة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين الدولة بالتدخل العاجل، مجددين دعوتهم إلى تنظيم وقفات احتجاجية في صورة عدم الوصول إلى نتيجة.