دعت تنسيقية هياكل المهن الصحية خلال ندوة صحفية انعقدت أمس، الأربعاء 20 مارس 2024 بمقرّ عمادة الأطباء بتونس، إلى تسليط الضوء حول قانون المسؤولية الطبية، و ما آلت اليه الأوضاع في ظل وفاة زميلهم الطبيب النفسي محمد الحاجي وهو رهن الإيقاف التحفظي بولاية بنزرت، داعين إلى فتح تحقيق بخصوص ملابسات هذه الوفاة.
كما طالب أعضاء التنسيقية بإطلاق سراح 5 أطباء وصيدليين، 2 تم إيقافهم تحفظيا ودون اي تهمة رسمية موجهة لهم، حسب تعبيرهم.
كما صرحّ رئيس هيئة الصيادلة مصطفى العروسي، أن هذه الإيقافات يترتب عنها تشويه لسمعة الطبيب أو الصيدلي وتوقف لعلاج آلاف المرضى.
ودعا مصطفى العروسي، السلطة القضائية إلى احترام خصوصيات ملف العاملين بقطاع الصحة والتنسيق مع الهيئات المهنية التي بإمكانها تقديم توضيحات، مؤكدا أن العمادة تتابع الملف بحرص شديد.
وأكّد عميد الأطباء رضا الضاوي من جهته، على أهمية إصدار مشروع القانون الأساسي الخاص بحقوق المرضى والمسؤولية الطبية في القريب العاجل، مشيراً إلى أن الهيئات النقابية قد ساهمت بإجراء بعض التعديلات عليه لضمان جودة العمل الطبي وتوفير خدمات مرضية للمرضى.
وأضاف الضاوي أن العمادة تحمل الصلاحية الكاملة لمعاقبة المخالفين للقانون من العاملين في المجال الصحي من خلال مجالسها التأديبية، وذلك في حال ثبوت وقوع خطأ طبي، مؤكداً على أنها الجهة المسؤولة بشكل أساسي عن محاسبتهم.
وفي نفس الإطار، دعا كاتب عام نقابة اتحاد أطباء الاختصاص للممارسة الحرة، الدكتور فوزي الشرفي، الى تنظيم قطاع الصحة من خلال قانون رسمي يحاسب الأطباء والصيادلة بموجب مرسوم دقيق و ليس بقانون عام .
كما اعتبر الشرفي أن هذه الإيقافات هي ضرب ممنهج لمبدأ قرينة البراءة محذرا من أنه في حال لم يقع وضع حدّ لهذه الايقافات فسيُخلق جو من الرعب و الخوف في قطاع الصحة وهو ما يؤدي بدوره إلى تفادي الطبيب أو الصيدلي تقديم أي دواء "مخدّر" من أدوية حاملي الاضطرابات النفسية أو الحالات القصوى.
ويذكر أن نقابة الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان الاستشفائيين الجامعيين أصدرت بيانًا يوم الثلاثاء الماضي، عبّرت من خلاله عن بالغ قلقها بشأن الظروف المحيطة بإيقاف محمد الحاجي، والتي قادت إلى وفاته، كما طالبت النقابة بإجراء تحقيق شامل حول الأسباب التي أدت إلى وفاته.
كما حثت النقابة منتسبيها على ارتداء الشارة الحمراء خلال فترة عملهم طوال هذا الأسبوع، كجزء من الاحتجاج الذي أطلقته تنسيقية هياكل المهن الصحية.